نوفمبر 21، 2009

هوس!

عندما بدأتُ أكتب بعض المواضيع باستخدام برنامج الـWord لغايات إلكترونية، كانت الخطوط الحمراء و الخضراء تكثرُ على شاشتي، بالرغم من صحّة الكلمات التي لم يكن يعيبها سوى الهمزة أو المسافات التي بين الكلمة و الفاصلة، إلا أنني أصررتُ على تصحيحها، و أكثرتُ من إصراري حتى أصبحتُ أتحدى البرنامج في أنني أستطيعُ كتابة موضوع كامل بدون أيةِ ألوان!

علّمني كيف أدقق.. كثيراً لدرجة الهوس و الجنون و حُبِّ اللغة، ثبّتَ الدروس التي أخذتُها عن معلمتي، أصبحتُ معهُ أو بدونه أتذكر كُلّ شيءٍ علّمتني إياه. لكنه أتعبني، من ناحية أنني أصبحتُ أدقق في تفاصيلِ كُلّ الكلمات التي يتفوّه بها البشر، أدقق في الأشياء كيفيتها بدأ عقلي يدور، يُجْهد لكميّة الملاحظات الهائلة التي تسكنُه كلّ يوم، هذا خاطئ، صحح هذا، أنت تعني كذا وليس كذا، أخطأت في لفظ الكلمة، انطقها كذا، فاصلة، نقطة، !

أريدُه أن يكفّ، لذا أنا أرحتُ نفسي و تركتُها تكتب كيفما تُريد في.. مُفكرة، دون ألوان، دون خطوط، دون ضوابط، بل بأريحية.

نوفمبر 20، 2009

أتشاءمُ كثيراً هذه الأيام، أتركُ لنفسي مشيئةَ الحُزن. لم أجذب كوب شايٍ منذ يومين، أمتنعُ عن الطعام تلذذاً بالجوع.
أحتاجُ لأن أعيد ترتيب نفسي، هناك فوضى عارمة تحدثُ، كثيرٌ من النزاعات هُناك.

بؤس (2)

أفكرُ في الخروج، الخروج للمتجر، لا يمكنني الصمود بلا طعام ليومٍ آخر أنا مُتعبة.. جدّاً، سوف أرتدي معطفي الأسود الخشن ووشاحيَ الرمادي الذي أصررتُ على شرائه هديّة لنفسي في يوم ميلادي الفائت، شاحبُ اللون كوجهي الأصفر. سأسدلُ شعري و أفردُ الخصلات العريضة الطويلة على وجهي و ألبسُ حذائي المعتاد، أريدُني أن أعكس منظري الداخلي إلى الخارج.

نوفمبر 18، 2009

يُشبهُ الغيْم

ارتديتُ معطفاً رغم اعتدال الجو، رمادي يُشبهُ الغيْم يميلُ للإصفرار من كثرةِ الإستخدام، شاهدتني أمي و أنا أرتديه، ساءلتني: هل تشعرين بالبرد حقاً؟! ، أجبت نعم، فقالت: إذا أنتِ مريضة الآن، !

على عجل

رنّ الجرس يعلن انتهاء الحصّة، لملمتُ أشيائي و خرجتُ على عجلٍ للفصل الآخر قبل أن يُغلق الباب، و مع الزحام و العجلة نسيتُ أنني أريد أن أبتسم اليوم. لاحت على وجهي ابتسامة ضائعة و أنا أسير في اتجاهٍ عكوسٍ لأصل، عندما وصلتُ للباب قاطعتني المعلمة و احتضنتني بقوّة وهي تقول: عندما أراكِ أشعر أن كلّ الدنيا بخير.

بؤس


لم أخرج منذ 4 أيام، أنظر إلى نفسي في المرآة و سط العتمة، قد شحُب وجهي، تكوّنت هالاتٌ سوداء تحت عينيّ
كالتي أراها تماماً عندما أقفُ بعد جلوس، أمررُ أصابعي على شعري المتجعّد الفاحم، أتحسسُ العظم البارز في رقبتي،
أستدير للجانب الأيمن أتحسسُ أضلاعي البارزة و تقلّص معدتي للداخل.
من قال إنني سمينة؟
أتساءل: لِم أفعلُ هذا بي؟ ، و أجيب عليّ:
أعاقب نفسي، أؤذيها، أحبُّ أن أفعل ذلك، و رغبة في لفت الإنتباه.

لازال النهارُ في أوّله، و الثلاجةُ فارغة، نفذ الطعام منذ يومين.. و أنا أرفضُ الخروج لشراء حاجياتي. أرفضُ رؤية الناس، و الضحكات، و الغيم و الثلج.
في هذه الأيام الأربعة التي لم أخرج فيها، كنتُ أنام و أكل و أتأملُّ السقف، فقط..
و لم أسمع صوت جرس الهاتف أو الباب، لأنني أعيش لوحدي، و أتلذذُ بذلك.
أسيرُ نحو الأريكة.. أسمعُ صوت حركةٍ خلف الباب، رسالةٌ تسقط على الأرض!

أنزلُ إليها و أفتحها و أفاجأُ بها فاتورةُ الكهرباء، لوهلةٍ خلتُ أنني سأجدُ من يطمئنُ عليّ.
أقفُ مُجدداً، أشعرُ بدوار فأسقط.

نوفمبر 17، 2009