مايو 29، 2010

أعلم كيف أضعته،
نعم.. قد كنتُ مشغولة جداً و مزدحمة، فتركتُه جانباً و أخبرتُه أنني سأفيض و لمّا أفعل سأضعُه فوق أشيائي كُلها!

فضاع مني،
و لم أزل أبحثُ عنه.. في كوب الشاي و الشاشات و بين السطر و السطر، و الحرف و المعنى، و الهمسة و النظرة!

ضاع مني،
و لم أزل أبحثُ عنه، أريدهُ بل أحتاجُ إليه لأنه إلهامي

و لعلهُ،
يباغتني عندما أنسى أنه ضاع مني عندما اصطفيتُه من بين أشيائي لكي أبقيه لي.

مايو 22، 2010

)

أرمق كوّة الغيم في السماء بنصف ابتسامة و أتمتم:
بعضُ الأشياء لا تبدو واسعة كما تبدو ضيقة!

مايو 21، 2010

لوهلة ما، اعتقدتُ أن أختي الصُغرى لن تدرك صمتي عنها و تجاهلي لها -حتى تعتذر-لأنني لستُ مهمةً بالنسبة لها. فطلبتُ من أمي الصمت عنها لكنها رفضت الدخول بيني و بينها. فانفردتُ بالصمت عنها وحدي.

في المرّة الأولى التي كلمتني فيها أخبرتها أنني لن أحدثها حتى تعتذر..
كانت تحدثني من وقت لأخر، لكنني كنتُ أعرض عنها، لا أنظر إليها ولا أتحدث لها و لا ألقي لوجودها انتباها.

مرّ يوم، و في اليوم التالي جاءت ببقايا أواني الغذاء لأغسلها..

- أنا آسفة.
قالتها بكلّ شجاعة!

- ها؟ لم أسمع!
- أنا أسفة!
-علام؟
-لأنني ضايقتكِ
-هل ستفعلين ذلك مجدداً؟
-لن أفعل ذلك.
- حسنا، عانقيني.

تعانقنا و كُلّي أمل بأختي الصغيرة، كُلّي أملٌ أن تكون امرأة عاقلة، جداً، متفاهمة، و مهذّبة.

و أدركت، أننا مهما كُنا منشغلين في أمورنا الأخرى عن أخوتنا و أهلنا، يظلّون بحاجة إلينا و يعتذرون، لأننا أجزاء من حياتهم لا تُستأصل.

مايو 19، 2010

كان أملاً أخيراً منقطعاً

يحدثُ لنا كثيراً أن نلغي بعض رغباتنا أو نؤجلها لأنها لا تسير حسبما أردناها أن تسير. ليس لأنها سارت حسب ما لا نريد، لكن لأنها سارت وفق ما قدّر الله، و علينا أن نرضى بذلك لأنه خيرٌ لنا على المدى الطويل.

متجاوزين الخيوط الكثيرة التي تتلوّى إثر انقطاعٍ خلّف خيبات كثيرة.

مايو 12، 2010

جداً أشعرُ بخير، بسلام، بحب، بابتسامة خفيّة و أنا أسيرُ عبر أزقة قريتي التي هجدت، منسجمةً جداً، داخلياً و خارجياً بشكلٍ نادر..


[ كنتُ أودّ أن يطول بي الطريق ]

هجود..

أعود بعد المغيب، الأزقةُ التي كانت للتوّ تتوهجُ نهاراً تبرُد، تناغي حُرمة الليل الذي يكتحلُ سواداً بغروب الشمس.

الأزقةُ هجدت من لعبِ الأطفال، من خطواتهم التي تُقلّبُ حبات الرمل، من أصواتهم المتعالية أثناء اللعب، من ثرثرة العجائز إلى ثرثرة الشباب، و النساءِ اللواتي يَحُمْنَ من منزلٍ إلى منزل. حتى العائدون لمنازلهم، و الأباءُ و الأطفالُ و أصحابُ الدكاكينِ التي لا تُخفى قلقلةُ مفاتيحهم عن العابرين مثلي، كُلّهُم يعودون لمنازلهم و يهجدُون..

دفء


كنتُ أمسكُ بيدها التي تخبئُ وجهها وهي تبكي. كنتُ في هالة توهجها الداخلي و الحرارة التي تشعّ من دموعها، و كنتُ أبتسم، أبتسم بعمق، لأنها كانت تبكي..، لأن دفئها الداخلي لا ينتظر، فلا يبرد، و لا يفقدُ شيئاً من معناه.


كأنما تغلغل شيءٌ في ذاك السكون، إلي.. و أنا أمسكُ بيدها التي تُصرّ على وجهها المتوهج، و الأخرى تمسكُ بكتفها توجه رسالة إليها بأنها بخير، شيءٌ يُشبه ذوبان الجليد البارد في داخلي، البارد حدّ اللاشعور. و ظللتُ أنا مشدودةً إلى نقطةٍ ما لا مُعرّفة، بدت لي كنافذةٍ للرؤى، للأحلام، و للذاكرة الملتهبة،

كنتُ غائبة، غائبة جداً.

مايو 11، 2010

رؤى



كأني بها تسحب - بيدٍ واحدةٍ- أخر ورقة من كدسة الأوراق المصفوفة عمودياً بقدرة سحب كتاب، فتتناثر كُلها بتبعثرٍ في الهواء و تترنح إلى الأرض.

[ تُقلّب الذاكرة ]

مايو 10، 2010

2

حسناً، إذا علينا أن ننصب الأحلام أمامنا و نسير إليها و بها، و ربما نهمشها أحياناً لأننا بحاجة لفسحة لا نفعلُ فيها شيئاً. و لعلّنا نغفلُ عن أحلامنا في كثيرٍ من الأحيان، بسبب المسؤوليات و الأحداث و التفاصيل اليومية، و رُبما لا نتذكرها إلا في أواخر أعمارنا.
التهميش أحيانا يساعدنا على معاودة الرغبة، شحن الإرادة، استيعاب و استوضاح الحُلم أكثر، حتى عندما نعاود الوصول إلى الحُلم فإننا نعود بطاقة جديدة غير طاقة البدء، ولعلّنا نهتدي أيضاً إلى حُلمٍ أفضل من ذاك الذي كان.. 

على الهامش

عبثاً نحاول أن نهمش أحلامنا و نركزّ على الأمور الأخرى، لأنها ببساطةٍ أهمّ من تحقيق الأحلام، أو لأننا لازلنا صغارا على تحقيق أحلامنا؟


لا شيء يجدي لجذب أؤلئك المبدعين غير الرغبة/ الحُلم. إن لم يكونوا حالمين له فإنهم لن يقدّموه بالشكل المُرضي تماما. و لا شيء يجدي لإثارة دواخلهم و تحفيزهم غير الرغبة/ الحُلم، فإن كُنا سنهمش أحلامنا لنركز على تحقيق شيء مهم فمن الأفضل لنا أن ندرج هذا الأمر في لائحة الأحلام، كي نتمها بالشكل الذي يُرضينا، و لعلّه يكون أجمل الأحلام التي نحققها لأنه لا يكون باختيارنا أو برغبتنا الأولى، لكن قدرتنا على تحقيق ما لا نريد هو أكثر التحديات و الأحلام إثارة حتماً، لأن تهميش الأحلام لن يعود علينا بغير الألم،

مايو 09، 2010

و الروح ~


تمتلئُ الروح و تفيض، فلا يبقى للشعور إلا أزقة الوجع لتزحف فيها لتخرج.
لكن الشعور تجلط في أزقتها الداخلية، و ما عادت تنبضُ فاستباحت الروح ذاتها و تصلّبت!

تصلبت حد القدرة على الإنكسار، لكنما نبضٌ شعوريٌ واحدٌ في داخلها -الضمير- يستطيعُ أن يُحيل أزقتها المتصلبة إلى مدينةٍ نابضة بالحياة و الحب و الأمل.

إن الروح لا تحتاجُ سوى إلى المساحة، المساحة القابلة لاستيعابها..
لأنها في طور نمو مستمر، لا يقبلُ الضيق أبداً.

أشياءُ تزدحمُ بالذاكرة اللامحدودة، شيءٌ يُشبهُ تجميع الوجع في بقعة ضوءٍ واحدة.
و الكمُ الهائلُ من الروائح التي تستقطبُ الوجوه الغائبة، و المشاعر المتداخلة، و الذاكرة بكل أشكالها!
و نشر كل تلك الصفحات على طاولة الحاضر يقلّب الروح !
يوجعها، يفيضُ بها و يُغرق.

غير أن ما يهبُه الحاضر من تفاصيل مزدحمة، يشلُّ الروح، يطمس الشعور و يخنق الوجع.


مايو 06، 2010

روتينية

الحياةُ الروتينيةُ الضيقة، تشبهُ في ركودها قطعة الشوكولاه متبوعةً برشفة شاي، طعم السكر المتتابع بأشكال مختلفة، و إن اختلفت في قليلٍ من التفاصيل فإنها تبقى في الذاكرة بطعم موحد.
إذا لا بدّ أن تُتْبعَ بشيءٍ لا متشابه. شيءٍ مثل قهوةٍ مُرّة؟
أقصد، أن نقوم بممارسة شيءٍ من الهواية أو الحُلم، لتغيير نمط الروتينية الراكدة، و لإنعاش الروح و الذاكرة و الأحلام أيضاً..

مايو 03، 2010

رغبة

أمامي فرصةٌ وحيدةٌ لأرسم تعابير وجهي الداخلي هذا الأسبوع، الواجباتُ تفيضُ من شقوق بابي، و أنا أنظمها لأنجزها..
لكنها تُنجَز بالوقت.. فنظمتهاُ بوقتي الذي امتدّ بها على مدى أسبوعين للأمام..


أمسكُ القلم العريض الأسود،
 آ..
لم أفكر بشيء، بل تركتُ ليدي و الأفكار المرتجلة الحرية في الخروج من ذاكرتي و الرغبات الناجية من الغرق الذهني.
خططتُ أول تعابير الوجه، يدٌ و تفاحةٌ و امرأةٌ ترتزق..


الإنهماك في الدراسة يعّلقني ما بين الحاجة و الرغبة، ما بين الإنجاز و التأجيل.
أعرف تماماً ملامحَ وجهي الداخلي، اليد..

اليد التي أُدمنُ النظر إليها و الرسم، تكفي انحناءة أنملة واحدة لتغيّر معنى اللوحة بأكملها، إن اليد لوحدها تمثلُ المشاعر الخاصة بدقة بالغة، بحركة الأصابع فقط،..

بشغف تام..
أحييتُ ورقة بيضاء.