ديسمبر 25، 2011

عَصافِير

العصافير تستيقظ، تنفض نفسها عن النوم كل صباح، تزقزق لأصدقائها الذين تلعب معهم كل يوم، العصافير تحط على الشجرة لتستريح ولتختبئ في اللعب، الشجرة تُطل على نافذتي، عليّ، أنا.. أستأنس عندما أراها تلعب كل صباح.

عند المطر، تبقى العصافير في أعشاشها، أو تختبئ.. وتنسى اللعب، أو أن تمرّ على نافذتي وتؤنسني وتخلق صباحي.

ديسمبر 15، 2011

شعور المُغترب، أو إي إنسان عندما يحضرُه في لحظةٍ ما أن أحبّته يدعون له :

بخير.
-روحيَ مُتعبة، أخبرتُكَ سابقاً أنّ الغُربة تنهشُ منها بنّهم.
كان جوابه عندما سأله صديقه عبر الهاتف عن حالهِ بنبرةٍ مُبتهجة، يظنّ أنّ من يسافر خارج الوطن، مُرتاح، وسعيد، و .. بخير. لم يخطر بذهنه مرّة، أن المغتربين يعيشون في أرضٍ لا تُشبههم، وبين بشرٍ لا يفهمونهم، وفي جوٍّ مختلفٍ تماماً عمّا نشؤوا عليه.. فُرادى.

صمتَ بعدها.. مُحْرجاً، ثمّ قال:
-إنّا ندعو لكَ، أن يفرّج عنك الله، وأن يسهّل أمورك، ويُصبّرك. نحنُ نُسندُك بالدّعاء يا صديقي.

وبجملةٍ واحدة، ابتسم.. انفرج قلبُه، وارتاحت جوانُبه، وقال بنبرة معاكسةٍ للبدء:
- يا صديّق، شكراً لك، جزاك اللهُ خيّراً، أحسّ أن روحي تتنفسّ مجدداً.

كان يبتسم، لأن السّنَد، هُو كُل ما يحتاجه المغتربون، أن يشعروا بأن أحداً يحملهم، يسندُ ظهورهم بالدّعاء، يفهم احتياجهم للرّفقة، وشوقهم للأحبّة. يَسندُ بالاهتمام، يسأل عنهم، يراعي عواطفهم وأحاسيسهم المتأججة بالشوق، والوحدة، كيّ لا يحسّوا أنهم دون ظهر.

ديسمبر 14، 2011

كنتُ أقرأ قصائد لأحدهم،
وكنتُ أبحث عن قصائد الشتاء والغُربة وما يرافقهما من وجعٍ،


تفاجأتُ بها مُرتّبةً هكذا لأجلي..


ديسمبر 13، 2011

القهوةَ الداكنة التي تركتها مدفونةً في قعر الفنجان لاتزال،
تقرأ في ذاتها حكايتكَ الشتائية،
ولحن أوجاعك المكشوفة للداخل.
أستيقظُ بعد نومٍ طويلٍ وثقيل، الساعة الثانية بعد الظهر، ويدور في ذهني المتثائب: مذ متى أصبحتُ أفوّتُ الصباحات، و أستيقظ في صدر النهار!
فالأشياء التي تبدأ من المنتصف، ناقصة، لا تكتمل إلا بالبداية.
ألمّ شعري، و أغسلُ بالماء بقايا النوم،
 و بعدها تخلو يدي من كلّ شيء، أخلو من التفاصيل التي كانت تضجّ ما بين أذنيّ.
مدّ إليّ باقي النقود،
لامست أطراف أناملي أصابعه،
لكنّه ما شعر بأصابعي، لأن أصابعه كانت تتجمد برداً،
أما أصابعي فكانت تذوبُ دفئاً.

حملتُ شوقي كما هُو،
لم أجدكِ،
كان مكانُكِ شاغراً،
فخفتُ أن يملأه غيرُك،
كنت قد قلت لي، أنَكِ لن تجلسي بجانبي..
لكن شوقي أنساني،
وكنتُ كُلما سمعتُ صوتاً،
التفتُ ناحية الباب،
أظنها أنتِ تهطلين،
وظلّ المشهدُ يتكررُ مراراً كُل دقيقة!
حتى دخلتِ،
وتفتّح قلبي القلق من أن لاتأتي..
جلستِ بعيداً،
كان يفصلُ بيننا كرسيٌ واحِد، ممتلئ.
وكانت المدرّسة تشرح..
وكنتُ أفكر بكِ،
ترين السبورة بوضوح أم لا؟

تسلبنا الغُربةُ أولئك الذين نحبّ،
لأنهم يخافونها، يخافون الذين يغادرون الوطن.
قُلتِها، ستهاجرين؟
أجل، لا أريدُ لأحد أن يتوجع بغربتي..
إنها تقع على عاتِقي وحدي.
لا تحبّيني، ولا تجلسي بجانبي..


القهوة المركّزة التي احتسيها قبل المغرب لا تزيدُ من تركيزي..
هل هذه أنا؟
التي مصدرُ تركيزها كوبُ قهوة مركّزة؟
أو ربما كوبُ شاي؟
التي تستيقظُ بكسلٍ بعد وقت الظهر، وتحاول أن تلحق بالنهار قدر ما يُمكنها؟
أو التي تجلسُ أمام جهازٍ إلكتروني وتحاول أن تُثير بسمةً صغيرة على وجهٍ خلفها؟

ديسمبر 12، 2011

أكثر الغُربة صمتٌ ووحدة،
من ذا الذي سينتشلني منه بعدها؟
كانت تجلس وسط كُل تلك الثرثرات،
لم تكن تتابع أيّا منها، كانت غائبة الذّهن، بعيّدة الخاطر عن كل ما يجري حولها، 

بعد وهلة، وجهت لها إحداهن الحديث،
هي كانت تسمع، عدا أن أنفاسها كانت صامتة،
بيد أن الأخرى صمتت، كأنها تنتظرُ جواباً، 
هي.. كانت فاقدةً لحسّ الإستجابة.

الحنين كان يضجّ بأركان روحها، والغُربة أغرقتها في غياهب الصمت، عينيها اختنقتا بدموع الشّوق، أحضانُها بردت، فقدت من كان يسكنها، إحساسُها مُتلف، وخاطرها يتوّجع. أنّى لها أن تحسّ بشيء؟

ديسمبر 07، 2011

كنتِ يا صديقة تنتظرينني عند بوّابة قاعة الامتحان،
كنتُ إذا خرجت، تنشرين إليّ ذراعيّك وأرمي بنفسي عليك،
كنتِ تلملمين أشلائي بعناقكِ واحتضانكِ إليّ،
كنتِ تحملين تعبي فوق أكتافكِ، تحملين رأسي الثقيل،
وتدّفئين أصابعي الباردة من الكتابة.

واليوم خرجت من القاعة ولم يكن ينتظرني أحد،
كان شعوراً صعباً، أن أخرج بحماسة وباندفاع، وأُصفع بخيّبة أنّ لا أحد ينتظرني
أو يتلقّفني، ويلملم شتاتيّ الذّهني.

أن أخرج، وأحمل نفسي بنفسي، أن أُبقي في ذهني، أنّ لا أحد لي هُنا،
أنّ لا أحد يحملُني.

أكنتِ هناك يا صديقة؟

أكتوبر 10، 2011

عندما أسير في الطرقات، في الجامعة عادة، ..
أصادفُ كثيراً من المشاهد التي يرتعشُ منها قلبي، تحرّك شعوري وحنيني حتى تهزّ الدّمع في عينيّ.
يصعبُ عليّ بعدها أن أحبسّ الدمعة، أو أهدئّ الرّوح، أو .. أجد مكاناً أبكي فيه ما شاء لي أن أبكي!
أو ربما ذراعين تفتحان لي دون "أفتح يا سمسم" تضمّانني، أو أصابعَ تمسحان دمعتي، وصوتاً حنوناً ينبضُ زهراء.. اهدئي.

كنتُ أعيشُ أياماً، لا أحتاجُ فيها إلى معطف، ولا قفازات، لأن كثيراً من الأحضان كانت تمدّني بالدفء، الدفء الفعلي الذي يُغنيني عن كُل معاطف الدنيا.
كنتُ أعيشُ أياماً، على ابتساماتهم فقط، دون حاجةٍ للطعام، كان اللقاء بهم، غذائي الذي أعيشُ عليه، .. لا شيء أكثر. لا شيء أكثر من مجرد ابتسامة، أو ضحكة، أو عِناق يمّد أقصى الرّوح بكُل متطلبات العيش.


ثلاثة مغلفاتٍ من السُّكر في كوب صغيرٍ من الكابتشينو، لم تؤثر في مرارته.
أحملُ كوبي، وأجلس على طاولةٍ شاغرة،
رشفة، رشفتان، هذه القهوّة ليست سيئة، بل هي حُلوةٌ في مرارتها، بل ليس هُنالك أي فرق، عندما تُصبحُ معظمُ الأشياء، غيرُ مهمة.
 أفتحُ كتاباً لأقرأ، الكلمات تبدو متشابكة، لا شيء واضحٌ سوى رموزٍ بالكاد تُفكّ!
كُوب قهوةٍ آخر يُطرحُ فجأة على الطاولة، ثُم يجلس رجلُ عجوز.
يضعُ حقيبتهُ على الكرسي المجاور، ويُخرجُ دفتراً وقلماً، ويبدأ بالكتابة.

يبدو منهمكاً جدّاً في التفكير والكتابة، بيد أنه كل حينٍ يرفعُ الكوب الذي يرتعش ويرشفُ رشفةً طويلة، كَأنفاسه. تشّدني يدهُ التي تكتب، يشّدني من يكون.
أحاول أن لا أنشغل بالتفكير عنه، وأن أمنع نفسي من بدء حديثٍ معه، الكبار في السن دائماً يحبّون أن يتحدثوا عن أيام شبابهم، عن مغامراتهم، والمشاكل التي واجهتهم ونجحوا بتجاوزها. لكنّ هذا العجوز، مختلفٌ، كُلما تقاطع نظري بنظره، قرأت في عينيه.. "لا تحاولي أن تجرّبي حتى!"

في كُل مرة تتقاطعُ نظراتُنا، يمطُّ ابتسامته بصعوبة، ويتجاهلني بعدها قدر ما يُمكنه.
بعدها، يرتّب أشياءه، يلملم أفكاره الأخيرة.. وينهض.



سبتمبر 09، 2011



يااااااه!
أعجز عن النّوم حقاً في مثل هذا اليوم، مبرمجين منذ ١٢ سنة على الاستيقاظ في مثل هذا اليوم التاريخي الذي نذهب فيه بيقظةٍ متّصلة إلا من ساعاتٍ قليلة قبل الفجر، فكيف يغفو لي جفن؟!
آه.. يوم العودة للمدارس، أشتاق مريولي، أشتاقه بقوّة..
أغار من أختي التي ترتدي مريولها وتسرّح شعرها وترتدي عباءتها وتخرج وهي تقول.. مع السلامة!
والحقيبة الخالية على كتفها تنتظر بشوقٍ تلك الكتب التي ستحتضنها لبقّية العام الدراسي.
وعلبة الأقلام التي تشتاقُ فيها الأقلام أن تكتب على الورق الأبيض وتسطر من دون تعب كُل ما تقوله المعلمة.

فناءُ المدرسة ينتظر الطالبات بلهفة، فمن يُحييه غيرهنّ؟ فعناقهنّ فيما بينهنّ فقط يعيدُ له بهجة اللقاء فقد اشتاق لثرثراتهن وركضهنّ وحماسهنّ وضحكاتهنّ!
الفصول التي تفتحُ ابوابها بشوقٍ أيضا، الكراسي والطاولات، كٌلها تشتاق.. كلُها!


وأنا بعيدةٌ عن ذلك كُلّه وأنا ملأى بالأشواق، آه لو أستطيع العودة معهم!

يوليو 17، 2011

كُلما استسلمتُ لتعبي، جاءني الندّاء..
ووجدتُ جسدي كُله يستفيق، ويترك وراءهُ كُل شيء..


انكسار.

أيقوناتُ الغربةِ
متدليّة مِن جبيني
ضوءاً
لعتمةٍ
صرفتُ في سوادها طفولتي.

---

قلبي يتيمٌ
كنقطة عتمةٍ في الضوّء.

لماذا لا تُفاجئني
وتحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّة القهوةِ
وجهازَ التسجيل؟

لديّ صمتٌ كثير.

---

أضئني
زهرةَ عبّادِ شمس،

غيابُك
مقبرةٌ مهجورة.

يدُكَ الصّغيرةُ
جسرٌ
بين الجنّاتِ
وبيني،

عيناكَ
دربي إلى الله.

---

لمستُكَ العابرة
وحدها
تُجرّدُ وجهي
منه
ترسمُه
غروباً
في الخريف.

---

تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
وليالي الوحدةِ
في ظلِّ قمرٍ غريب.

---

وحدي أنا الغريبةُ
لا أشبهُ أحداً.


---

الريّشةُ بين أناملكَ
عصفورٌ مبتلٌ برذاذ الجنّةِ
جسرُ أطفالٍ وطيورٍ ونخيل
بين سماءين.

---

تعثّرتُ بضوئكَ
عثرتُ على ظّلي.

---

سأحملُ الطيرَ الأخضر
على كفّي
وأمضي
لعلّ
ينبتُ لي
جناحاً صغيراً.

---

للرّيح
لعصافير الليلِ اليتيمة
لنجومٍ
أطفأها المطرُ
أندّ يدي
عبرَ شبّاكي
لعلّي
أعثرُ على قمري
وألامسُ غيابَ يدِك.

---

الليلُ
لا يتّسعُ
لأرقي.


البكاءُ
 لا يتّسعُ
لدمعي.

أصدقائي
لا يتّسعون
لي.

وحدهُ الموتُ
يتّسع.



- سوزان عليوان

يوليو 15، 2011

عِندما نُعطي ونُعطي، ويجيءُ الوقتُ الذي نحتاجُ فيه..
يكسر الرّوح أن لا نجد من يعطينا حاجتنا، ولو كان قليلاً من سؤال.


يوليو 13، 2011

قدرتنا على اللاحتمال،
تؤثر سلباً في رغبة الآخرين للحديث إلينا، أو بدء الحديث حتى.

وقد تكون تجربة سيئة لبعضهم معنا، حينما تكون أول مرة رّبّما،
فتكون الأخيرة أيضاً.

وُسعنا الداخلي قابل للقراءة من الصفحة الأولى للوجه،
يُمكن من بُعد النظرة تقدير مساحته..

أولئك الذين لهم قدرة صغيرة على الاحتمال والاستماع للغير،
غير قابلين للتفاوض، غير قابلين للإنصات وفهم الآخر،
قابلين فقط للثرثرة عن الذات، وبسط آرائهم دون سماع آراء الآخرين حتى النهاية.

لا أحد يُحبّ أن يثور عليه أحد، أو يقاطعه أو يرفض سماعه!
أن ينهش من كيانهِ ورغبته، ليس ذنبه أن لا تكون مستعداً للإنصات، والتفهم، وليس ذنبه مشاكلك الجانبيّة!

فكلُ شخص لديه خلفيّة جاء أو تكون منها على أساسها يتحدث ويفهم ويفكر.

علينا تحمل أعباء اللا لطف نحو أولئك الذين نخطئ بحقهم دون ذنب منهم، دون أن تكون لديهم خلفية واضحة عنّا،
لأن كلمة صغيرة أو نظرة حادة تجرحُ وقد تحتاج كثيراً من السنوات كي تُجبر، فقط نظرة!
تنهش من الرّوح، من اللطف، وتزرعُ حاجزاً بين أرواح طيّبة لم ترد إلا الوصال.


وخاصّة في الاختلاط الاجتماعي، واجبٌ هو اللطف!
واجبٌ هو ارتداء السعادة والانشراح!


لئلا نقع في فخ العُزلة، والحواجز.

كن لطيفاً، ومتفهماً، والأكثر منشرح الرّوح.. دائماً!
وخذ كُل شيء على محمل حَسَن، مع من تعرف ومن لا تعرف، لأنك لن تعرف أين سيكون لاحقاً!




يوليو 12، 2011

لقلبي آذانٌ تسمع

يُوجعني صوتكِ،
ليس عليّ أن أفهم لِم، وجداني يُحسّ!
يًحسّ بالدمعة التي يغصّ بها قلبكِ،
وتتعرقلُ بها حبالكِ الصوتيّة..

كأني أنصتُ لنشيج الطفل الذي يعيشُ بكِ، الذي هُو أنتِ!

ترددين كل حينٍ، أريدُ أن أبكي،
إلا أني أسمعُ البكاء قبل أن تقولي ذلك..
قبل أن تشعري حتى برغبة ذلك،
يكفي قلبي ليسمع صوتكِ فيعرف!

إنّ قلبي يسمعكِ..
وصمته لا يعني أنه لا يسمعكِ


إذاً، لاداعي لقول المزيد..
إنّي أسندُ روحكِ، دائماً

لأنه يا صديقتي، يعزّ عليّ دمعكِ..

ألقٌ بعينيها

تدخلين المجال الكهرومغناطيسي،
أنتظرُ فقط شرارة البدء!

عندما تسيرين إلى وسط الُغرفة تسيرين بروحٍ عاليّة النّبض،
رُوحكِ النقيّة تتسرّب باندفاعٍ عميق إليّ فيتشبعُ منها وجودي بأكمله!

ووجهُكِ النورانيّ الذي يتوهّج بالاندهاش حين تلتفتين إليّ،
عيناكِ، عيناكِ عندما تتقاطعان مع عينيّ فتثيران الشوق الكامن في كياني،
وتتجمعُ دموعي دونما استعداد عِندما أندفعُ بوجودي لأحتضن وجودكِ..
ويكفيني عِناقُكِ الحارّ لأستعيد جانب الرّوح التي ذبل من غيابكِ!

آه، اشتقتكِ حقاً، هل تسمعين شوقي؟!
املئيني، دعيني أتزود من نظراتكِ الخاطِفة إليّ كُل حين،
ومن ابتسامتكِ التي تشحنني كلَ مرّةٍ بأشياء أعمق مني..

لا تغيبي كثيراً، قلبي أصبح بحاجةٍ إلى نبضكِ ليحيى..

المُحبّة.. زهراء
كنتُ أسألها عن هويّة مصمم الأشياء المعلّقة على الجدار،
قالت إنها فعلت ذلك، فابتسمتْ..
وأردَفَتْ: سمعتُ أن عندكِ مواهبٌ أيضاً، (وهي تضعُ يدها على كتِفي)
ابتسمتُ مجدداً بشكلٍ أعمق، وعقبّتُ عليها:
لم أكتب مُنذُ زمن، أشعر أن قدرتي التعبيرية ضعفت كثيراً،
أشعر أن قلبي لم يعد كما كان، أصبح صامتاً، حتى إليّ.

ابتسَمَتْ إليّ بعينيها الحنونتين وقالت:
لكن لابدّ أن صوتاً كامنا فيكِ لا يصمت. هُو ذا.. أنصتي إليه،
هُو صوتُ قلبكِ..



يونيو 21، 2011

عندما نعني لأحدٍ الكثير، علينا أن لا نتخلى عنه.

لأجل ذلك فقط، أوصيك أن تتصل بصديقك الذي غادر دون وداع،
لكنك لاتزالُ تحدّثني بتلك النبرة كلما عرضتُ أمر الاتصال عليك،
بنبرة.. لا شأن لك.

لكنّي أصرّ، لأجلك، لأنك كلما حدّثتني عنه سمعتُ حنينك إليه في صوتك،
وشعرتُ بأنك تريدُ أن تفعل لكنك لا تفعل..

وأتذكرني في مكانك، عندما كنتُ أتحدثُ عنك دائماً، صديقي الوحيد،
صديقي الذي في الوطن، وكانوا يحسّون بشوقي، ولم يكن أحدٌ يعي لأن يكون في مكاني الآن معك،
ويشجّعني لأتصل .. إليك.

ولأني تركتُ صديقي الذي لازمني في غُربتي يذهب من بين يديّ، لأني لم أتصل،
ففقدتُ مكانتي عنده، ولا أريدُ أن يحدث ذلك معك.

صعبٌ أن نجد من بين الألاف من يوافقنا، وعندما نجد مثل هؤلاء علينا أن نتشبث بهم،
لأنه لا مثيل لهم حولنا.

مايو 15، 2011

- ألا تريدين شيئاً من السوق؟
- لا، شُكراً.. ( وأبتسمُ من وارءِ الصّوت)
- أبداً أبداً أبداً أبداً؟!
أصمتُ لوهلةٍ، لأصارع نفسي بين الرّغبة والحاجة:

- أشتهي كتاباً..
- لكن مكتبتكِ مليئة، أين ستضعينه؟ متى ستقرئينه؟
- سأجمعها إلى أن أقرأها..
-  ألم توبّخكِ ماما إلى كثرة شرائكِ للكتب؟!
- . . .

أردّ عليها أخيراً بعد صمت:
- أبداً..


وفي خاطري.. كتاب.

مايو 14، 2011

صوتُك فتيلُ الذاكرة


نستيقظُ على ما ننامُ عليه،
صوتُك الذي عبرَ إليّ من خلف شاشة،
الذي نَفِذَ إلى داخلي.. خدّرني،
أربكني،
عَزلني إلى نَفسي،
هدأني،
شتّتي،
ثم جَمعني،
وهيّج شوقي، والحنين..
والذّاكرة.


أتذكرّ معلّمنا ذات سنةٍ،
بعد أن أنهيتَ قراءة درس المُطالعة قال لك:
صوتُك حنون..

فكيفَ لا يفعلُ بي كُل ذاك؟
وصَوتُك الذاكرةُ التي أحمل لك، من الغياب في حقيبة العودة..
صَوتُك ارتعاشتي،
ونَبض القلب،
صوتُك ارتباكتي،
والحُزن،
صوتُك وجعي،
والأمل.

أصعدُ السيارة،
صامتة..
لا يستفزّ صوتِيّ المبْحُوحِ إلا الهواءُ البارد الذي يصطدم بوجهي..
وبعدها.. نصمتُ كِلانا،
أغرقُ في داخلي..
لا أسمعُ سِوى صوتي، لا أرى إلا وجهي..
أهيمُ بروحي خارج جسدي، بعيداً..
وأفكاري، تتابعُ إثر واحِدة..
أحاولُ فقط.. في حُرُم هذا الصمت أن أفهم ذاتي،
أن أستوعب إحساسي وأدرسَ انفعالاتي،
كَيفَ أننا نكون لطفاء فوق العادة، وقُساة بغير الظاهر..
كيفَ نحقّقُ ذاك التوازن؟ التوازن بين ما نُريد وما نحتاج!

يكسِرُ صوتُه صمتنا:
- ما بنا؟ ليس من عادتنا أن نصمتَ كُل المسافة!

لكن يستمرُّ الوقت، دون جوابَ.. 

نَجلُس في الزّاوية، الزاويةِ دائماً،
لأنها حيثُ نلتقي، حيثُ تلتقي الجُدُر،
حيثُ تتقاطعُ امتداداتها.. بدهشة.

نحتسي شيئاً ساخناً، ساخناً دائماً،
نُذيبُ بِه بُرودتنا الداخلية، والتي جمّدت الشوق القديم، واللّهفة،
نُذيب تعبَ الغياب، وبُحة الصمّت،
والنّظرات العاتِبة.

ونُتبِعهُ برشفةٍ باردة.. دائماً،
نبرّد بها حرارة الشّوق..

قطعةُ حَلوى تتوسّطُ الطاولة،
تجمعُنا.. كما لا تجمعُنا الزاّوية.

فيِ الصّغرِ.. تربينا في حِجرٍ واحد،
وأكلنا من صحنٍ واحِد، وشربنا من كأسٍ واحِد،
وبنينا أحلامنا تحت سقفٍ واحِد،

.. وفرّقتنا الأحلام

مايو 11، 2011

مُبدعٌ هُو الرّسام، لأنه يخلقُ في الورق الأبيض عالماً آخر، بأبعاد أُخرى وتفاصيل خاّصة،
يخلقها هُو، بشعورهِ قبل ألوانه، وأحاسيسه النّابضة، وتعابير ليست تُقال..
ينقلنا منّا إليه، إلى داخل رأسه!


مُبدعٌ هو الرّسام. 

مايو 10، 2011


أفتحُ في العتمة عينيّ، النافذةُ تُشّعً بالضوّء الخافت، جسدي ثقيل، تَعِب، بل يئنُّ من التعب..، كأنه يغرقُ في السرير،
والسريرُ يقفُ بصمود رافعاً إياهُ،.. يعملُ السريرُ كَمصفاة، تسحبُ الجاذبيّةُ من خِلاله ذاك التعب الأسود،
ويبقى الجسد، صافياً.
لم أعي أنّي استيقظت إلا عندما انتبهتُ لعينيّ المركزتين على الضوء، الضوء خلف النافذة..
.
.
.

[. . .]

أبريل 29، 2011


يحدثُ أن يكون البكاءُ إنجازاً،
عندما نتيهُ في الصمت والكتمان،
ونفقدُ أثر العودة للبوح..
ويكون هُو - البُكاء
الشيء الوحيد القادر على الكلام!


3>

أبريل 23، 2011

شجرةُ الياسمين





في بيتنا شجرة ياسمِين، تُزهر كل نيسان، وكُل صباح كانت تُهديني ياسمينة، أو اثنتين أو حتى خمساً!
هذا العام، لم أكن استيقظُ في الصباح، وأبقى بعد الظهر أو في المساء أتأمل براعم الياسمين التي لم تتفتّح بعد بعينين مليئتين بالأمل، وأسألها أن تهبني ياسمينة واحِدة على الأقل، إني لا أطلب الكثير!
ومرّوا، ثلاثاً وعشرين يوماً دون أن أحصل على شيء منها.

هذا الصباح، استيقظتُ للصلاة، رغم النّوم الساكن في جفنيّ لم أعد للفراش، بل نزلتُ ببيجامتي وشعري المنكوش لباحة المنزل، أأملُ في ياسمينةٍ واحِدة، تنشرُ لي عِطرها في أرجاء غرفتي والروح!

ها هي ذي، تتدّلى فروعها الملتفّة بسعف النخيل، تتدلّى حاملةً تسعُ ياسمينات فوّاحات، كلون البياض النقيّ!
أقطفها بفرح عارم، ودهشةٍ كبيرة، كنتُ آملُ في واحِدة، فوهبتني تسعاً!
كنتُ أشعر الشجرة تقول لي وأنا أقطف الياسمينات التسع:
رأيتِ كيف يا زهراء؟ عندما نريدُ شيئاً لا ننتظر حتى يجيء إلينا، علينا أن نجتهد للحصول عليه، وعِندما نفعلُ ذلك، فإننا سنحصل أكثر مما تمنيناه!

شكرتُ شجرة الياسمين على هذا الدرس، ولُجت للمنزل أشمّهنّ مِلء رئتيّ!
وعندما كنت أهمُّ بالخروج لدوامي اليومي، ألقيتُ نظرة أخيرة عليها، فإذا بها تُهديني الياسمينةَ العاشرة.



أبريل 22، 2011

وسقطت.. مِن كِلاهُما!



فكرةٌ متحجّرةٌ واحِدةٌ فيك،
كانت أساساً لكُلّ ما حصل بيننا من أذى
 ]



حملتُك في عيني،
ثم أسكنتك قلبِي،
فتحت لك الباب الأمامي،
و أعددتُ لك مكاناً لا يليقُ إلا بك!
لكنك كسرتَني عندما قلت:
هذا ليس مكاني، أنا لا أستحقّه.
ونفيتُ ذلك بقولي:
لو لم تكن تستحقّه لما منحتُك إياه.
لكن فكرتَكَ المُتحجّرة لم تتفتت،
وبقيت عثرتكَ الوحيدة للوصول إليّ.



كُنتَ تحتلُّني عالياً،
لكنّ إنقاصكَ قدركَ عندي،
وعدم استيعابكَ اهتمامي بك،
أسقطك مِن قلبِي،
وشفاعة حبّي لك
رفعتكّ مجدداً إلى عيني،

وسقطت.. مِن كِلاهُما!






أبريل 20، 2011

الحقيبة الخضراء

تستوقفها حقيبةٌ في ذيلِ السّوق المتجولة،
كأنّها بساطُ عشبٍ جميل، أوقفتها نضارتهُ وهي تهمّ بالعودة لمنزلها،
عُلّقت بجانب الكثير من الألوان والأشكال، ولم يغرِ ذوقها الصّعبِ في كلّ السوقِ سواها.
كانت تحدّق فيها وهي معلّقة، وسافرت في تفاصيلها بعيداً،
يُعيدها إلى المكان صوتُ رفيقتها تقول:
-تُشبهكِ!
فتمتلئ شفتاها بابتسامة،
وتسأل البائع بهدوء:
- بِكم هذه؟
- بخمسةَ عشر ريالاً.

تفتحُ محفظة النّقود،
ولا تجد سوى ورقةٍ نقديّة، فئةُ خمسُمائة ريال.
تسحبها بلطف، وعندما تمدّها للبائع،
تتحدّث حركاتُ جسده قبله، ليست لديه فكّةٌ ولا الذين من حولِه!

تشكرُه، تُعيدُ الورقة إلى المحفظة،
وتعودُ أدراجها،
بحقيبةٍ خضراء معلّقةٍ على شمعدان الخاطر.
لا أعرف كيف تفكر، لم يتسنّ لي أن أفكّ شفيرة تسلسل أفكارها المعقدة،
فهي دائماً ما تقفزُ عن الموضوع بسرعة لامتناهية يصعبُ تتبعُ من خلالها أفكارَها.

في زوايا عقلها اللاواعي تصطدمُ الأفكارُ بملامح داكنة، وتنعكسُ متأثرة بها، على باقي الجُدران البيضاء.
ذهنها أرضٌ خِصبة، عنيدةٌ الزّراعة،
ذهنها كُلّ الفصول في آن واحِد.
ذهنها، لا يترك حقيبة السّفر، يغيب ويحضر عن السمع في ذات اللحظة.


أفكارُها نظريّة، تشملُ كُل الاحتمالات، وتشمُل كُل زوايا التفاصيل.
لكنّها تسقطُ أمام تفصيلٍ واِحد،

التنظيم!

أفكارها لشّدما تشمل كل الاحتمالات خيالُها واسع، ينفضُ خَجلهُ ويفردُ جناحيه.
ذهنُها متناقض، لشّدما يُبالي لا يُبالي!

ذهنها، حصيلةُ غُربة سنوات، ومواقفُ صعبة، وأيامٌ جميلة،
وسلسلةٌ من التفاصيل الضبابية الملامح،
كذهن صاحبها تماماً، لا مفهومة.

لن تعرف أبداً كيف تفّكر، وتقفز، وتبكي وتضحك في آن واحد!

أبريل 07، 2011

مداهمة هاتفيّة ٢

أخبرت أمي عن المداهمة الهاتفية، فعلّقت نفسي تعليقي، ربّما هم استخب...ات اسرا...ية أو إحدى المنظمات وما إلى تلك الأفكار، وقفت للحظة أفكر بنصف ابتسامة: لستُ وحدي من يفكر بهذا الشكل، ويأخذه خياله بأفكاره بعيداً!

آيه، لكن ليس هذا ما أريد قوله، فبعد المداهمة الهاتفية أصبحت أفكر في مشاهدتي التلفزيونية،وكيف أمضي وقت التلفزيون وماذا أتابع ومتى أتابع.
أنا لا أشاهد كثيراً، لكن أتأرنت كثيراً، وهذا يجب أن يتقلّص، وكثيراً!..
وحتى استفيد من هذا الوقت في قرآءة مجموعة الكتب الكثيرة التي اشتريتها مؤخراً ولم أقرأ منها سوى كتاب واحد!


على الأقل وعّني هذا الاتصال قليلاً، إنها إجازة وكثير من وقت الفراغ الذي يجب استغلاله، لا.. بل إنه وقتُ الجدّ!

BABEL

تابعت هذا الفيلم ليلة الخميس، وهّزني جدّاً، ومن روعة الفيلم والإخراج لم أستطع النوم قبل أن أكتب أحداث الفيلم وأخرجها من ذهني، حتى أستطيع أن أغلق عيني بهدوء من وجع ما شاهدت.

كانت الأحداث مؤلمة، وصوّر المخرج أشياءً لا تُقال،
تصنيف الفيلم R، يعني أنه يحتوي على مشاهد تعامل بالمخدارت وعنف.
لا يصلح للّذين هم دون سن الرّشد.

سرد أحداث فيلم Babel

مداهمة هاتفيّة




كنتُ غارقة في القرآءة واحتساء كوب كابتشينو ساخن هذا الظّهر، عندما رّن الهاتف وهتفت من دون سابق تفكير بأنه لي!

سّلمتني سماعة الهاتف وعلى وجهها علاماتُ حياء، لم أكن أحملُ أدنى شك بأنها صديقتي، وتفاجأت بصوت غريب اللّكنة يتحدّث مثل ببغاء لا تجيّد سوى الترديد: نحن مجموعة من الباحثين في جدّة نودّ طرح بعض الأسئلة عليكِ بشأن متابعة التلفزيون، ممكن؟!

ارتبكت، وأجبتها تفضلي، سألتني من أي مدينة فقلت من الشرقية ولم أحدد مدينتي خوفاً من أن تكون أحد الحاقدين و... سألتني كم تلفزيونا في البيت، وكم عدد أفراد الأسرة وأعمارُنا، وسألتني عن القنوات التي نتابعها وفترات المشاهدة وسألتني إذا ما سمعتُ عن بعض القنوات وبدأت القائمة الطويلة بالسعودية الأولى والثانية والإخبارية والمجد والمجد قرآن فجاءتني الضحكة لأنني شعرتها تقول: ( ما سمعتي عن هالقنوات أبد؟ لييه؟ هذي قنوات بلدك ودينك لازم تتابعينها أكثر من فتافيت والجزيرة للأطفال وأم بي سي ماكس!، تعوذي واتقي الله يا بنت!)، ثم سألتني عن المدة التي أتابع فيها التلفاز وكم مرة في الأسبوع، وما إذا كانت لدينا قنوات مشفّرة، ومادخل الوالد وماعمله.


جديدٌ عليّ أمرٌ كهذا، سرّني لوجود فئة مهتمّة بهذا الشأن ولكنّ أسلوبها كان جافاً واتصالُها مُريب، ذهبت أفكاري بعيداً في البداية لتصل إلى أنها تتّصل من استخب...ت اسرا...ية تبحث في العائلات العربية وتسأل عن القنوات التي نتابعها حتى يزيدون من البرامج الفاسدة التي تعبث بأذهننا وكي تشوّش على قنواتنا الدينية التي ترددت في ذكرها لها، وخاصّة أنها تعرف رقم بيتنا وسألتني عن عددنا وأعمارنا!

كانت يدي ترتجف ارتباكاً وهي تسألني، لكنني حاولت قدر ما أستطيع أن أبعد هذه الأفكار التي روادتني وهي تتحدّث إلي بسرعة فائقة وجفاف، والتركيز على كلامها والكفّ عن إعطاء إجابات خاطئة نتيجة لشرودي!

في النهاية شكرتني، وارتبكت حتى في قول عفواً، وأغلقت سماعة الهاتف وأنا ألتقط أنفاسي وأحاول تذكر ما كنتُ أفعل قبل أن تتصل!


أبريل 05، 2011

زهراء، زهراء!
هيّا استيقظي!

وهي تهزّ جسدي المُلقى على ثلاثة كراسٍ مصفوفة في المطبخ، كانت قد جاءت في الصباح لتُساعد أمّي في الطهي، وعندما جئتُ لأساعدها رفضتني ومع خاطري آنذاك.. بكيت.

وصعدت لتدّق باب الغُرفة، ولم أفتح لها ولا حتى أجبتُها، فاتصلت.. ووجدت هاتِفي مُغلقاً.

الآن هي تعودُ، وتوقظني من تعبي وتضمّني إليها وأنا لم أفتح بعدُ عينيّ، وتضعُ أمامي كيساً مليئاً بأصابعِ البوظة لتُرضيني بها.

ابتسمتُ، وعُدنا.. كأن لم يكُ شيء.

مارس 03، 2011

مارس 01، 2011

لا وجود للملائكة على سطح الأرض،
إنها كائنات خُلقت للسماء..

لكن يوجد على الأرض بشرٌ
أعلى مقاماً وطُهراً من الملائكة،
ما لن تستطيع وصفهم بالملائكةِ لطُهرهم.

فبراير 28، 2011

تدخل عليّ أختي،
أغمض عينيّ بقوّة و أخبئهما بالمناديل،
تكشفني وتسأل:
تبكين؟

أصمت بارتباك،
وأمسح دمعتي..
آيه،
رغم أن نافذتي مُغلقة، إلا أني أسمع وبوضوح صياح الديكة،
هكذا تتشكل هيئةُ الفجرِ في ذاكرتي..
ليلٌ حالِك،
صياحُ ديكة،
وصوتُ الهواء وهو ينساب في الأزقة الخالية
وهذا الهدوء المُهيب،

يوّلد إحساساً بالسكينةِ..
بالجمال..

ليتَ داخلي مِثلُ الفجر
مثل ساقٍ خضراء يانعة،
.تخرجُ من عُمق الأرض

وأوّلُ الصباح،
مِثل زهرةٍ تتفتّح بأنفاسَ مُنتعشة

فبراير 26، 2011

مابين أفكاري و شعوري.. دمعة،
دمعة تختصرُ حيرتي،

مابين أفكاري و شعوري،
خاطرٌ معلّق،
ورغبةٌ مسحوقة،
أمنياتٌ تحتضر..

ووجعٌ قائمٌ في زاويةٍ من أمل.

يناير 26، 2011


قطرة الماء المعلّقة على حفّةِ ورقةٍ خضراء،
ثِقلًها في قعرها،
ترقصُ مع الريح،
ترتجفُ مع صوتِ الرّعد،
دون أن تسقط..

لكنّ المطر حينَ يهطُلُ يدعو كُلّ القطرات
لتشاركهُ العطاء.



يناير 24، 2011

من معي؟



أحلم بحديقة واسعة، أركض فيها سعةَ قلبــــــــــــي،
و أقفز في أرجائها، و ألاحق عصافيرها،
و أنتعشُ بمائها العذبِ الذي يتراقص مع النسيم،
وتويجات الزّهرِ التي تتطايرُ في الجو كفقاعات صابون متلألأة!
و أنا أدور حول مركزي ويدور معي الهواء ويبقى الكون منصوباً على قدميه..

من معي؟
يركض في الحقول، و يعانق معي أسراب القمح،
نتجرد من أحذيتنا، و نعطّر أقدامنا بتراب الأرض..
كحناءٍ يُزيّن لونه الخلخال المتراقص في أقدامنا ونحن نتراكضُ في الأرجاء،
لن يسمعنا أحد، سوى أن أصواتنا ستصل للسماء،
و ستنزل الملائكةُ تلعبُ معنا،
و سنقفزُ فرحاً لها و مُحيّين،
و نرفعُ أيدينا إليها، هيّا اقبلي والعبي معنا..
و سترفعنا من أيادينا و تطيُر بنــــــــــــــــــا!


من معي؟
سنجلسُ فوق غيمة بيضاء مثل القُطن،
سنلونها بألوان المطر،
الأحمر و الأصفر و الأخضر و الأزرق و البرتقالي و البنفسجي!
سنغيّر شكلها إلى الأشياء الجميلة التي نُحب،
فراشةً و قلباً و سكاكر، وألعابنا ودبدوب،
و ووجهاً مُبتسماً يبستم لنا يُشبهُ وجهَ ماما!


من معي؟
نهارٌ فقط، ولا تَعب،
ولا أيًّ من تلك الألفاظ التي لا تُعطينا وقتاً لنا لنعلب!


هيّــــــــــا
من معي؟!

يناير 18، 2011

كتابي الأول، بوحي الأول | بين ظلال الغيمات



أرمق كوّة الغيم في السماء بنصف ابتسامة و أتمتم: 
بعضُ الأشياء لا تبدو واسعة كما تبدو ضيقة! 



 لِـ الكاتبه  زهراء مُحمد
اضغط على اسم الكتاب لتصل للنسخة الالكترونية



=)

يناير 03، 2011

استيقظُ على وشوشة ضوءِ عمود الزاوية في عينيّ النائمتين،
وضجيجه في رأسي عندما أفتحهما أمامه،
ألمّ يديّ إلى داخل الغطاء، و أرفعُ عينيّ إلى الوقت الذي يمضي،
وأبتعد بخاطري إلى اليوم الذي سأكون فيه مستيقظة وهم نائمون.

كم يوجع التفكير في الاغتراب.
وجهك العربي لا يشبهه شيء، ويشدّ جمال المكان إليه،
ما يستفزّ ملامحك الهادئة؟ و يرفعُ أطراف شفتيك لأعلى، و ينفخُ وجنتيك.
تبدو غريب الملامح و أنت تحكي الصمت،
 وتقرأ فيه بُعدك.