مايو 15، 2011

- ألا تريدين شيئاً من السوق؟
- لا، شُكراً.. ( وأبتسمُ من وارءِ الصّوت)
- أبداً أبداً أبداً أبداً؟!
أصمتُ لوهلةٍ، لأصارع نفسي بين الرّغبة والحاجة:

- أشتهي كتاباً..
- لكن مكتبتكِ مليئة، أين ستضعينه؟ متى ستقرئينه؟
- سأجمعها إلى أن أقرأها..
-  ألم توبّخكِ ماما إلى كثرة شرائكِ للكتب؟!
- . . .

أردّ عليها أخيراً بعد صمت:
- أبداً..


وفي خاطري.. كتاب.

مايو 14، 2011

صوتُك فتيلُ الذاكرة


نستيقظُ على ما ننامُ عليه،
صوتُك الذي عبرَ إليّ من خلف شاشة،
الذي نَفِذَ إلى داخلي.. خدّرني،
أربكني،
عَزلني إلى نَفسي،
هدأني،
شتّتي،
ثم جَمعني،
وهيّج شوقي، والحنين..
والذّاكرة.


أتذكرّ معلّمنا ذات سنةٍ،
بعد أن أنهيتَ قراءة درس المُطالعة قال لك:
صوتُك حنون..

فكيفَ لا يفعلُ بي كُل ذاك؟
وصَوتُك الذاكرةُ التي أحمل لك، من الغياب في حقيبة العودة..
صَوتُك ارتعاشتي،
ونَبض القلب،
صوتُك ارتباكتي،
والحُزن،
صوتُك وجعي،
والأمل.

أصعدُ السيارة،
صامتة..
لا يستفزّ صوتِيّ المبْحُوحِ إلا الهواءُ البارد الذي يصطدم بوجهي..
وبعدها.. نصمتُ كِلانا،
أغرقُ في داخلي..
لا أسمعُ سِوى صوتي، لا أرى إلا وجهي..
أهيمُ بروحي خارج جسدي، بعيداً..
وأفكاري، تتابعُ إثر واحِدة..
أحاولُ فقط.. في حُرُم هذا الصمت أن أفهم ذاتي،
أن أستوعب إحساسي وأدرسَ انفعالاتي،
كَيفَ أننا نكون لطفاء فوق العادة، وقُساة بغير الظاهر..
كيفَ نحقّقُ ذاك التوازن؟ التوازن بين ما نُريد وما نحتاج!

يكسِرُ صوتُه صمتنا:
- ما بنا؟ ليس من عادتنا أن نصمتَ كُل المسافة!

لكن يستمرُّ الوقت، دون جوابَ.. 

نَجلُس في الزّاوية، الزاويةِ دائماً،
لأنها حيثُ نلتقي، حيثُ تلتقي الجُدُر،
حيثُ تتقاطعُ امتداداتها.. بدهشة.

نحتسي شيئاً ساخناً، ساخناً دائماً،
نُذيبُ بِه بُرودتنا الداخلية، والتي جمّدت الشوق القديم، واللّهفة،
نُذيب تعبَ الغياب، وبُحة الصمّت،
والنّظرات العاتِبة.

ونُتبِعهُ برشفةٍ باردة.. دائماً،
نبرّد بها حرارة الشّوق..

قطعةُ حَلوى تتوسّطُ الطاولة،
تجمعُنا.. كما لا تجمعُنا الزاّوية.

فيِ الصّغرِ.. تربينا في حِجرٍ واحد،
وأكلنا من صحنٍ واحِد، وشربنا من كأسٍ واحِد،
وبنينا أحلامنا تحت سقفٍ واحِد،

.. وفرّقتنا الأحلام

مايو 11، 2011

مُبدعٌ هُو الرّسام، لأنه يخلقُ في الورق الأبيض عالماً آخر، بأبعاد أُخرى وتفاصيل خاّصة،
يخلقها هُو، بشعورهِ قبل ألوانه، وأحاسيسه النّابضة، وتعابير ليست تُقال..
ينقلنا منّا إليه، إلى داخل رأسه!


مُبدعٌ هو الرّسام. 

مايو 10، 2011


أفتحُ في العتمة عينيّ، النافذةُ تُشّعً بالضوّء الخافت، جسدي ثقيل، تَعِب، بل يئنُّ من التعب..، كأنه يغرقُ في السرير،
والسريرُ يقفُ بصمود رافعاً إياهُ،.. يعملُ السريرُ كَمصفاة، تسحبُ الجاذبيّةُ من خِلاله ذاك التعب الأسود،
ويبقى الجسد، صافياً.
لم أعي أنّي استيقظت إلا عندما انتبهتُ لعينيّ المركزتين على الضوء، الضوء خلف النافذة..
.
.
.

[. . .]