أبريل 23، 2014

يقظة لا متناهية،
وغرقٌ في اللاوعي،
المطرُ مازال ينهمر، تدقّ قطراتهُ بلطفٍ على نافذتي.
الكلارينت الهادئ والحزين ينتشرُ صوتهُ في غرفتي، أذنيّ ويتضخّم صداه في ذاكرتي.
كما لو كان ذهني غرفة فارغة، الآن.

فارغٌ من كُلِّ شيء، ممتلئُ بأحاسيس الحكايات التي تشلّ تركيزه، وحركته.

أبريل 20، 2014

فضفضة ٢

أيامٌ حافلة.
هُناك أيام، أدنى شيء يجعلني أجنُّ حماساً وشغفاً بالحياة، أكون مليئة بالأمل والحيوية. وفي أيام أخرى، لا شيء يُثيرني مهما كانت روعته.

أستطيع أن أقول، بأن الطاقة التي أمتلئُ بها في أيام تتوزع على من حولي، والبعض الآخر ينهبها نهباً بسلبيته. وأبقى فارغة.. فارغة من الحياة.

ولكنّ الضوء في عينيك، وابتسامةٍ تشدُّ بها خدّيك يمكنهما أن يرفعا روحي. عِناقٌ أيضاً، يمكنني أن أقول أنه الوسيلة لإنعاشي، بِشُحنةِ ٢٥٠، وإعادة النبض والحياة لي.. شيئاً فشيئا.

هممم، لكنّك لست هنا. لا عينيك، ولا ابتسامتك، ولا أنت. ولذا أنا أغرقُ في شوقي، وحُزني، وصمتي في الأيام التي تفرغُ فيها روحي، أغرقُ حتى تنبعثُ شرارةً ما وتكهربُني.


خشخشة أوراق شجر، وعندليب على بُعد مدينة. نسيمٌ ربيعيٌّ دافئ، وأزهار بيضاء صغيرة. سماءٌ رماديّة ولا شمس.
تُرى كم يمكنني أن أصمد أكثر قبل أن أتفكّك؟

فضفضة ١

امتلئُ بالحكايات الكثيرة، أريد أن أحكيها كي تتسع روحي لأشياء أخرى أكثر دهشة..
الحكايات مثل أكياس التسوق، عندما نحملها فينا طويلا، تتورّم أرواحنا بعد تركها، لأن ثقلها يتركُ أثراً.

الحكاية الأولى كانت بالأمس. بينما كنت أنتظر الباص في محطة المدينة المركزية، وجاء سائق الباص الذي يأخذني للجامعة صباحاً
سألته: أنت بوب صح؟
قال: أجل
تمتمتُ: سائق باصي كل صباح،
ابتسم لي بلطف وقال: كل اثنين وثلاثاء وأربعاء، نعم!
ابتسمتُ له، وسألته سؤالا كان يراودني منذ زمن، كيف هو نظام عمل الباصات والسائقين.
أجابني أنه يعمل ثمانية ساعات في اليوم، يأخذ فرصة للراحة كل ساعتين. وأكمل أن النظام سيء، فالسائقين يبقون في المحطة ١٤ ساعة في اليوم ولا يحلصون إلا على راتب ٨ ساعات. وذلك بسبب أوقات الراحة التي تضيّع عليهم الوقت، لأن السائقين ممن يسكن خارج المدينة مثله سيحتاج أكثر من ساعتين للراحة كي يعود لبيته، لكن لعدم مقدرته على ذلك يبقى في المحطة إلى أن يأتي وقت مناوبته. وبذلك كأنه يعمل ١٤ ساعة ولكنه يحصل على راتب ٨ ساعات.

عندما سمعتُ بذلك، ساءني الوضع، شعرت بأنه الآن فتحتُ عيناي ورأيتُ ما يحصل، وفهمتُ لما بعض السائقين متعجرفين. وأدركت أنهم ليسوا كذلك، بل لأن النظام سيء، فهم يبدون كذلك.
الباص الذي ألهمني لكتابة سلسلة "فلسفة انتظار الباصات" أحزنتني حكاياتُ سائقيه.

وبينما أنا أمشي من الموقف للمنزل،  دعستُ على طرف حلزون، ومات!
وحزنت لأجله كثيراً، مسكين.. ظللتُ أتأمله قليلاً قبل أن أكمل المشيء، بعض أعضائه خرجت خارج جسمه الصغير. وبقيتُ أفكر فيه طوال الطريق.