مايو 20، 2015

زهراء، ركزي في الكلاس. 
ها؟ أركز؟ ماذا يعني أن أركز؟ أن أحصر أفكاري العائمة في ذهني الفوضوي في زاوية ما وأتركُ مكاناً فارغاً لمعلوماتٍ جديدة؟

كيف يمكنني أن أفعل ذلك، دون أن أستند على أفكاري العائمة وأمنعها من التسرّب عبر الفتحات إلى المساحة الفارغة التي تركتها للمعلومات الجديدة؟
أين يمكنني صفُّ الأفكار وترتيبها في أدراجها الخاصّة، وكُلُ فكرةٍ تطفو، ولا تغرق فتترسب في قاع ذهني. تبقى عائمةً، مثل كيسٍ بلاستيكي، يرفض التحلل أو الغوص فيستقر في مكانٍ ما مع أفكارٍ أخرى لم أتمكن من معالجتها. 
أشعر بأن ذهني فائض، وكلما حاولتُ التركيز، تسرّب إليه الماء، ويمتلئُ مجدداً.. 
الأفكار كثيرة، جداً، والمساحات ترفضُ أخذ المزيد منها، وتجبرها على العوم، تجعل وعيي مشتتاً ومرتبكاً في معالجة القديم والجديد، يبحث عن حبل نجاة قبل الغرق.