ديسمبر 13، 2011

القهوة المركّزة التي احتسيها قبل المغرب لا تزيدُ من تركيزي..
هل هذه أنا؟
التي مصدرُ تركيزها كوبُ قهوة مركّزة؟
أو ربما كوبُ شاي؟
التي تستيقظُ بكسلٍ بعد وقت الظهر، وتحاول أن تلحق بالنهار قدر ما يُمكنها؟
أو التي تجلسُ أمام جهازٍ إلكتروني وتحاول أن تُثير بسمةً صغيرة على وجهٍ خلفها؟

ديسمبر 12، 2011

أكثر الغُربة صمتٌ ووحدة،
من ذا الذي سينتشلني منه بعدها؟
كانت تجلس وسط كُل تلك الثرثرات،
لم تكن تتابع أيّا منها، كانت غائبة الذّهن، بعيّدة الخاطر عن كل ما يجري حولها، 

بعد وهلة، وجهت لها إحداهن الحديث،
هي كانت تسمع، عدا أن أنفاسها كانت صامتة،
بيد أن الأخرى صمتت، كأنها تنتظرُ جواباً، 
هي.. كانت فاقدةً لحسّ الإستجابة.

الحنين كان يضجّ بأركان روحها، والغُربة أغرقتها في غياهب الصمت، عينيها اختنقتا بدموع الشّوق، أحضانُها بردت، فقدت من كان يسكنها، إحساسُها مُتلف، وخاطرها يتوّجع. أنّى لها أن تحسّ بشيء؟

ديسمبر 07، 2011

كنتِ يا صديقة تنتظرينني عند بوّابة قاعة الامتحان،
كنتُ إذا خرجت، تنشرين إليّ ذراعيّك وأرمي بنفسي عليك،
كنتِ تلملمين أشلائي بعناقكِ واحتضانكِ إليّ،
كنتِ تحملين تعبي فوق أكتافكِ، تحملين رأسي الثقيل،
وتدّفئين أصابعي الباردة من الكتابة.

واليوم خرجت من القاعة ولم يكن ينتظرني أحد،
كان شعوراً صعباً، أن أخرج بحماسة وباندفاع، وأُصفع بخيّبة أنّ لا أحد ينتظرني
أو يتلقّفني، ويلملم شتاتيّ الذّهني.

أن أخرج، وأحمل نفسي بنفسي، أن أُبقي في ذهني، أنّ لا أحد لي هُنا،
أنّ لا أحد يحملُني.

أكنتِ هناك يا صديقة؟

أكتوبر 10، 2011

عندما أسير في الطرقات، في الجامعة عادة، ..
أصادفُ كثيراً من المشاهد التي يرتعشُ منها قلبي، تحرّك شعوري وحنيني حتى تهزّ الدّمع في عينيّ.
يصعبُ عليّ بعدها أن أحبسّ الدمعة، أو أهدئّ الرّوح، أو .. أجد مكاناً أبكي فيه ما شاء لي أن أبكي!
أو ربما ذراعين تفتحان لي دون "أفتح يا سمسم" تضمّانني، أو أصابعَ تمسحان دمعتي، وصوتاً حنوناً ينبضُ زهراء.. اهدئي.

كنتُ أعيشُ أياماً، لا أحتاجُ فيها إلى معطف، ولا قفازات، لأن كثيراً من الأحضان كانت تمدّني بالدفء، الدفء الفعلي الذي يُغنيني عن كُل معاطف الدنيا.
كنتُ أعيشُ أياماً، على ابتساماتهم فقط، دون حاجةٍ للطعام، كان اللقاء بهم، غذائي الذي أعيشُ عليه، .. لا شيء أكثر. لا شيء أكثر من مجرد ابتسامة، أو ضحكة، أو عِناق يمّد أقصى الرّوح بكُل متطلبات العيش.


ثلاثة مغلفاتٍ من السُّكر في كوب صغيرٍ من الكابتشينو، لم تؤثر في مرارته.
أحملُ كوبي، وأجلس على طاولةٍ شاغرة،
رشفة، رشفتان، هذه القهوّة ليست سيئة، بل هي حُلوةٌ في مرارتها، بل ليس هُنالك أي فرق، عندما تُصبحُ معظمُ الأشياء، غيرُ مهمة.
 أفتحُ كتاباً لأقرأ، الكلمات تبدو متشابكة، لا شيء واضحٌ سوى رموزٍ بالكاد تُفكّ!
كُوب قهوةٍ آخر يُطرحُ فجأة على الطاولة، ثُم يجلس رجلُ عجوز.
يضعُ حقيبتهُ على الكرسي المجاور، ويُخرجُ دفتراً وقلماً، ويبدأ بالكتابة.

يبدو منهمكاً جدّاً في التفكير والكتابة، بيد أنه كل حينٍ يرفعُ الكوب الذي يرتعش ويرشفُ رشفةً طويلة، كَأنفاسه. تشّدني يدهُ التي تكتب، يشّدني من يكون.
أحاول أن لا أنشغل بالتفكير عنه، وأن أمنع نفسي من بدء حديثٍ معه، الكبار في السن دائماً يحبّون أن يتحدثوا عن أيام شبابهم، عن مغامراتهم، والمشاكل التي واجهتهم ونجحوا بتجاوزها. لكنّ هذا العجوز، مختلفٌ، كُلما تقاطع نظري بنظره، قرأت في عينيه.. "لا تحاولي أن تجرّبي حتى!"

في كُل مرة تتقاطعُ نظراتُنا، يمطُّ ابتسامته بصعوبة، ويتجاهلني بعدها قدر ما يُمكنه.
بعدها، يرتّب أشياءه، يلملم أفكاره الأخيرة.. وينهض.



سبتمبر 09، 2011



يااااااه!
أعجز عن النّوم حقاً في مثل هذا اليوم، مبرمجين منذ ١٢ سنة على الاستيقاظ في مثل هذا اليوم التاريخي الذي نذهب فيه بيقظةٍ متّصلة إلا من ساعاتٍ قليلة قبل الفجر، فكيف يغفو لي جفن؟!
آه.. يوم العودة للمدارس، أشتاق مريولي، أشتاقه بقوّة..
أغار من أختي التي ترتدي مريولها وتسرّح شعرها وترتدي عباءتها وتخرج وهي تقول.. مع السلامة!
والحقيبة الخالية على كتفها تنتظر بشوقٍ تلك الكتب التي ستحتضنها لبقّية العام الدراسي.
وعلبة الأقلام التي تشتاقُ فيها الأقلام أن تكتب على الورق الأبيض وتسطر من دون تعب كُل ما تقوله المعلمة.

فناءُ المدرسة ينتظر الطالبات بلهفة، فمن يُحييه غيرهنّ؟ فعناقهنّ فيما بينهنّ فقط يعيدُ له بهجة اللقاء فقد اشتاق لثرثراتهن وركضهنّ وحماسهنّ وضحكاتهنّ!
الفصول التي تفتحُ ابوابها بشوقٍ أيضا، الكراسي والطاولات، كٌلها تشتاق.. كلُها!


وأنا بعيدةٌ عن ذلك كُلّه وأنا ملأى بالأشواق، آه لو أستطيع العودة معهم!

يوليو 17، 2011

كُلما استسلمتُ لتعبي، جاءني الندّاء..
ووجدتُ جسدي كُله يستفيق، ويترك وراءهُ كُل شيء..


انكسار.

أيقوناتُ الغربةِ
متدليّة مِن جبيني
ضوءاً
لعتمةٍ
صرفتُ في سوادها طفولتي.

---

قلبي يتيمٌ
كنقطة عتمةٍ في الضوّء.

لماذا لا تُفاجئني
وتحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّة القهوةِ
وجهازَ التسجيل؟

لديّ صمتٌ كثير.

---

أضئني
زهرةَ عبّادِ شمس،

غيابُك
مقبرةٌ مهجورة.

يدُكَ الصّغيرةُ
جسرٌ
بين الجنّاتِ
وبيني،

عيناكَ
دربي إلى الله.

---

لمستُكَ العابرة
وحدها
تُجرّدُ وجهي
منه
ترسمُه
غروباً
في الخريف.

---

تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
وليالي الوحدةِ
في ظلِّ قمرٍ غريب.

---

وحدي أنا الغريبةُ
لا أشبهُ أحداً.


---

الريّشةُ بين أناملكَ
عصفورٌ مبتلٌ برذاذ الجنّةِ
جسرُ أطفالٍ وطيورٍ ونخيل
بين سماءين.

---

تعثّرتُ بضوئكَ
عثرتُ على ظّلي.

---

سأحملُ الطيرَ الأخضر
على كفّي
وأمضي
لعلّ
ينبتُ لي
جناحاً صغيراً.

---

للرّيح
لعصافير الليلِ اليتيمة
لنجومٍ
أطفأها المطرُ
أندّ يدي
عبرَ شبّاكي
لعلّي
أعثرُ على قمري
وألامسُ غيابَ يدِك.

---

الليلُ
لا يتّسعُ
لأرقي.


البكاءُ
 لا يتّسعُ
لدمعي.

أصدقائي
لا يتّسعون
لي.

وحدهُ الموتُ
يتّسع.



- سوزان عليوان

يوليو 15، 2011

عِندما نُعطي ونُعطي، ويجيءُ الوقتُ الذي نحتاجُ فيه..
يكسر الرّوح أن لا نجد من يعطينا حاجتنا، ولو كان قليلاً من سؤال.


يوليو 13، 2011

قدرتنا على اللاحتمال،
تؤثر سلباً في رغبة الآخرين للحديث إلينا، أو بدء الحديث حتى.

وقد تكون تجربة سيئة لبعضهم معنا، حينما تكون أول مرة رّبّما،
فتكون الأخيرة أيضاً.

وُسعنا الداخلي قابل للقراءة من الصفحة الأولى للوجه،
يُمكن من بُعد النظرة تقدير مساحته..

أولئك الذين لهم قدرة صغيرة على الاحتمال والاستماع للغير،
غير قابلين للتفاوض، غير قابلين للإنصات وفهم الآخر،
قابلين فقط للثرثرة عن الذات، وبسط آرائهم دون سماع آراء الآخرين حتى النهاية.

لا أحد يُحبّ أن يثور عليه أحد، أو يقاطعه أو يرفض سماعه!
أن ينهش من كيانهِ ورغبته، ليس ذنبه أن لا تكون مستعداً للإنصات، والتفهم، وليس ذنبه مشاكلك الجانبيّة!

فكلُ شخص لديه خلفيّة جاء أو تكون منها على أساسها يتحدث ويفهم ويفكر.

علينا تحمل أعباء اللا لطف نحو أولئك الذين نخطئ بحقهم دون ذنب منهم، دون أن تكون لديهم خلفية واضحة عنّا،
لأن كلمة صغيرة أو نظرة حادة تجرحُ وقد تحتاج كثيراً من السنوات كي تُجبر، فقط نظرة!
تنهش من الرّوح، من اللطف، وتزرعُ حاجزاً بين أرواح طيّبة لم ترد إلا الوصال.


وخاصّة في الاختلاط الاجتماعي، واجبٌ هو اللطف!
واجبٌ هو ارتداء السعادة والانشراح!


لئلا نقع في فخ العُزلة، والحواجز.

كن لطيفاً، ومتفهماً، والأكثر منشرح الرّوح.. دائماً!
وخذ كُل شيء على محمل حَسَن، مع من تعرف ومن لا تعرف، لأنك لن تعرف أين سيكون لاحقاً!




يوليو 12، 2011

لقلبي آذانٌ تسمع

يُوجعني صوتكِ،
ليس عليّ أن أفهم لِم، وجداني يُحسّ!
يًحسّ بالدمعة التي يغصّ بها قلبكِ،
وتتعرقلُ بها حبالكِ الصوتيّة..

كأني أنصتُ لنشيج الطفل الذي يعيشُ بكِ، الذي هُو أنتِ!

ترددين كل حينٍ، أريدُ أن أبكي،
إلا أني أسمعُ البكاء قبل أن تقولي ذلك..
قبل أن تشعري حتى برغبة ذلك،
يكفي قلبي ليسمع صوتكِ فيعرف!

إنّ قلبي يسمعكِ..
وصمته لا يعني أنه لا يسمعكِ


إذاً، لاداعي لقول المزيد..
إنّي أسندُ روحكِ، دائماً

لأنه يا صديقتي، يعزّ عليّ دمعكِ..

ألقٌ بعينيها

تدخلين المجال الكهرومغناطيسي،
أنتظرُ فقط شرارة البدء!

عندما تسيرين إلى وسط الُغرفة تسيرين بروحٍ عاليّة النّبض،
رُوحكِ النقيّة تتسرّب باندفاعٍ عميق إليّ فيتشبعُ منها وجودي بأكمله!

ووجهُكِ النورانيّ الذي يتوهّج بالاندهاش حين تلتفتين إليّ،
عيناكِ، عيناكِ عندما تتقاطعان مع عينيّ فتثيران الشوق الكامن في كياني،
وتتجمعُ دموعي دونما استعداد عِندما أندفعُ بوجودي لأحتضن وجودكِ..
ويكفيني عِناقُكِ الحارّ لأستعيد جانب الرّوح التي ذبل من غيابكِ!

آه، اشتقتكِ حقاً، هل تسمعين شوقي؟!
املئيني، دعيني أتزود من نظراتكِ الخاطِفة إليّ كُل حين،
ومن ابتسامتكِ التي تشحنني كلَ مرّةٍ بأشياء أعمق مني..

لا تغيبي كثيراً، قلبي أصبح بحاجةٍ إلى نبضكِ ليحيى..

المُحبّة.. زهراء
كنتُ أسألها عن هويّة مصمم الأشياء المعلّقة على الجدار،
قالت إنها فعلت ذلك، فابتسمتْ..
وأردَفَتْ: سمعتُ أن عندكِ مواهبٌ أيضاً، (وهي تضعُ يدها على كتِفي)
ابتسمتُ مجدداً بشكلٍ أعمق، وعقبّتُ عليها:
لم أكتب مُنذُ زمن، أشعر أن قدرتي التعبيرية ضعفت كثيراً،
أشعر أن قلبي لم يعد كما كان، أصبح صامتاً، حتى إليّ.

ابتسَمَتْ إليّ بعينيها الحنونتين وقالت:
لكن لابدّ أن صوتاً كامنا فيكِ لا يصمت. هُو ذا.. أنصتي إليه،
هُو صوتُ قلبكِ..



يونيو 21، 2011

عندما نعني لأحدٍ الكثير، علينا أن لا نتخلى عنه.

لأجل ذلك فقط، أوصيك أن تتصل بصديقك الذي غادر دون وداع،
لكنك لاتزالُ تحدّثني بتلك النبرة كلما عرضتُ أمر الاتصال عليك،
بنبرة.. لا شأن لك.

لكنّي أصرّ، لأجلك، لأنك كلما حدّثتني عنه سمعتُ حنينك إليه في صوتك،
وشعرتُ بأنك تريدُ أن تفعل لكنك لا تفعل..

وأتذكرني في مكانك، عندما كنتُ أتحدثُ عنك دائماً، صديقي الوحيد،
صديقي الذي في الوطن، وكانوا يحسّون بشوقي، ولم يكن أحدٌ يعي لأن يكون في مكاني الآن معك،
ويشجّعني لأتصل .. إليك.

ولأني تركتُ صديقي الذي لازمني في غُربتي يذهب من بين يديّ، لأني لم أتصل،
ففقدتُ مكانتي عنده، ولا أريدُ أن يحدث ذلك معك.

صعبٌ أن نجد من بين الألاف من يوافقنا، وعندما نجد مثل هؤلاء علينا أن نتشبث بهم،
لأنه لا مثيل لهم حولنا.