يونيو 21، 2011

عندما نعني لأحدٍ الكثير، علينا أن لا نتخلى عنه.

لأجل ذلك فقط، أوصيك أن تتصل بصديقك الذي غادر دون وداع،
لكنك لاتزالُ تحدّثني بتلك النبرة كلما عرضتُ أمر الاتصال عليك،
بنبرة.. لا شأن لك.

لكنّي أصرّ، لأجلك، لأنك كلما حدّثتني عنه سمعتُ حنينك إليه في صوتك،
وشعرتُ بأنك تريدُ أن تفعل لكنك لا تفعل..

وأتذكرني في مكانك، عندما كنتُ أتحدثُ عنك دائماً، صديقي الوحيد،
صديقي الذي في الوطن، وكانوا يحسّون بشوقي، ولم يكن أحدٌ يعي لأن يكون في مكاني الآن معك،
ويشجّعني لأتصل .. إليك.

ولأني تركتُ صديقي الذي لازمني في غُربتي يذهب من بين يديّ، لأني لم أتصل،
ففقدتُ مكانتي عنده، ولا أريدُ أن يحدث ذلك معك.

صعبٌ أن نجد من بين الألاف من يوافقنا، وعندما نجد مثل هؤلاء علينا أن نتشبث بهم،
لأنه لا مثيل لهم حولنا.

مايو 15، 2011

- ألا تريدين شيئاً من السوق؟
- لا، شُكراً.. ( وأبتسمُ من وارءِ الصّوت)
- أبداً أبداً أبداً أبداً؟!
أصمتُ لوهلةٍ، لأصارع نفسي بين الرّغبة والحاجة:

- أشتهي كتاباً..
- لكن مكتبتكِ مليئة، أين ستضعينه؟ متى ستقرئينه؟
- سأجمعها إلى أن أقرأها..
-  ألم توبّخكِ ماما إلى كثرة شرائكِ للكتب؟!
- . . .

أردّ عليها أخيراً بعد صمت:
- أبداً..


وفي خاطري.. كتاب.

مايو 14، 2011

صوتُك فتيلُ الذاكرة


نستيقظُ على ما ننامُ عليه،
صوتُك الذي عبرَ إليّ من خلف شاشة،
الذي نَفِذَ إلى داخلي.. خدّرني،
أربكني،
عَزلني إلى نَفسي،
هدأني،
شتّتي،
ثم جَمعني،
وهيّج شوقي، والحنين..
والذّاكرة.


أتذكرّ معلّمنا ذات سنةٍ،
بعد أن أنهيتَ قراءة درس المُطالعة قال لك:
صوتُك حنون..

فكيفَ لا يفعلُ بي كُل ذاك؟
وصَوتُك الذاكرةُ التي أحمل لك، من الغياب في حقيبة العودة..
صَوتُك ارتعاشتي،
ونَبض القلب،
صوتُك ارتباكتي،
والحُزن،
صوتُك وجعي،
والأمل.

أصعدُ السيارة،
صامتة..
لا يستفزّ صوتِيّ المبْحُوحِ إلا الهواءُ البارد الذي يصطدم بوجهي..
وبعدها.. نصمتُ كِلانا،
أغرقُ في داخلي..
لا أسمعُ سِوى صوتي، لا أرى إلا وجهي..
أهيمُ بروحي خارج جسدي، بعيداً..
وأفكاري، تتابعُ إثر واحِدة..
أحاولُ فقط.. في حُرُم هذا الصمت أن أفهم ذاتي،
أن أستوعب إحساسي وأدرسَ انفعالاتي،
كَيفَ أننا نكون لطفاء فوق العادة، وقُساة بغير الظاهر..
كيفَ نحقّقُ ذاك التوازن؟ التوازن بين ما نُريد وما نحتاج!

يكسِرُ صوتُه صمتنا:
- ما بنا؟ ليس من عادتنا أن نصمتَ كُل المسافة!

لكن يستمرُّ الوقت، دون جوابَ.. 

نَجلُس في الزّاوية، الزاويةِ دائماً،
لأنها حيثُ نلتقي، حيثُ تلتقي الجُدُر،
حيثُ تتقاطعُ امتداداتها.. بدهشة.

نحتسي شيئاً ساخناً، ساخناً دائماً،
نُذيبُ بِه بُرودتنا الداخلية، والتي جمّدت الشوق القديم، واللّهفة،
نُذيب تعبَ الغياب، وبُحة الصمّت،
والنّظرات العاتِبة.

ونُتبِعهُ برشفةٍ باردة.. دائماً،
نبرّد بها حرارة الشّوق..

قطعةُ حَلوى تتوسّطُ الطاولة،
تجمعُنا.. كما لا تجمعُنا الزاّوية.

فيِ الصّغرِ.. تربينا في حِجرٍ واحد،
وأكلنا من صحنٍ واحِد، وشربنا من كأسٍ واحِد،
وبنينا أحلامنا تحت سقفٍ واحِد،

.. وفرّقتنا الأحلام

مايو 11، 2011

مُبدعٌ هُو الرّسام، لأنه يخلقُ في الورق الأبيض عالماً آخر، بأبعاد أُخرى وتفاصيل خاّصة،
يخلقها هُو، بشعورهِ قبل ألوانه، وأحاسيسه النّابضة، وتعابير ليست تُقال..
ينقلنا منّا إليه، إلى داخل رأسه!


مُبدعٌ هو الرّسام. 

مايو 10، 2011


أفتحُ في العتمة عينيّ، النافذةُ تُشّعً بالضوّء الخافت، جسدي ثقيل، تَعِب، بل يئنُّ من التعب..، كأنه يغرقُ في السرير،
والسريرُ يقفُ بصمود رافعاً إياهُ،.. يعملُ السريرُ كَمصفاة، تسحبُ الجاذبيّةُ من خِلاله ذاك التعب الأسود،
ويبقى الجسد، صافياً.
لم أعي أنّي استيقظت إلا عندما انتبهتُ لعينيّ المركزتين على الضوء، الضوء خلف النافذة..
.
.
.

[. . .]

أبريل 29، 2011


يحدثُ أن يكون البكاءُ إنجازاً،
عندما نتيهُ في الصمت والكتمان،
ونفقدُ أثر العودة للبوح..
ويكون هُو - البُكاء
الشيء الوحيد القادر على الكلام!


3>

أبريل 23، 2011

شجرةُ الياسمين





في بيتنا شجرة ياسمِين، تُزهر كل نيسان، وكُل صباح كانت تُهديني ياسمينة، أو اثنتين أو حتى خمساً!
هذا العام، لم أكن استيقظُ في الصباح، وأبقى بعد الظهر أو في المساء أتأمل براعم الياسمين التي لم تتفتّح بعد بعينين مليئتين بالأمل، وأسألها أن تهبني ياسمينة واحِدة على الأقل، إني لا أطلب الكثير!
ومرّوا، ثلاثاً وعشرين يوماً دون أن أحصل على شيء منها.

هذا الصباح، استيقظتُ للصلاة، رغم النّوم الساكن في جفنيّ لم أعد للفراش، بل نزلتُ ببيجامتي وشعري المنكوش لباحة المنزل، أأملُ في ياسمينةٍ واحِدة، تنشرُ لي عِطرها في أرجاء غرفتي والروح!

ها هي ذي، تتدّلى فروعها الملتفّة بسعف النخيل، تتدلّى حاملةً تسعُ ياسمينات فوّاحات، كلون البياض النقيّ!
أقطفها بفرح عارم، ودهشةٍ كبيرة، كنتُ آملُ في واحِدة، فوهبتني تسعاً!
كنتُ أشعر الشجرة تقول لي وأنا أقطف الياسمينات التسع:
رأيتِ كيف يا زهراء؟ عندما نريدُ شيئاً لا ننتظر حتى يجيء إلينا، علينا أن نجتهد للحصول عليه، وعِندما نفعلُ ذلك، فإننا سنحصل أكثر مما تمنيناه!

شكرتُ شجرة الياسمين على هذا الدرس، ولُجت للمنزل أشمّهنّ مِلء رئتيّ!
وعندما كنت أهمُّ بالخروج لدوامي اليومي، ألقيتُ نظرة أخيرة عليها، فإذا بها تُهديني الياسمينةَ العاشرة.



أبريل 22، 2011

وسقطت.. مِن كِلاهُما!



فكرةٌ متحجّرةٌ واحِدةٌ فيك،
كانت أساساً لكُلّ ما حصل بيننا من أذى
 ]



حملتُك في عيني،
ثم أسكنتك قلبِي،
فتحت لك الباب الأمامي،
و أعددتُ لك مكاناً لا يليقُ إلا بك!
لكنك كسرتَني عندما قلت:
هذا ليس مكاني، أنا لا أستحقّه.
ونفيتُ ذلك بقولي:
لو لم تكن تستحقّه لما منحتُك إياه.
لكن فكرتَكَ المُتحجّرة لم تتفتت،
وبقيت عثرتكَ الوحيدة للوصول إليّ.



كُنتَ تحتلُّني عالياً،
لكنّ إنقاصكَ قدركَ عندي،
وعدم استيعابكَ اهتمامي بك،
أسقطك مِن قلبِي،
وشفاعة حبّي لك
رفعتكّ مجدداً إلى عيني،

وسقطت.. مِن كِلاهُما!






أبريل 20، 2011

الحقيبة الخضراء

تستوقفها حقيبةٌ في ذيلِ السّوق المتجولة،
كأنّها بساطُ عشبٍ جميل، أوقفتها نضارتهُ وهي تهمّ بالعودة لمنزلها،
عُلّقت بجانب الكثير من الألوان والأشكال، ولم يغرِ ذوقها الصّعبِ في كلّ السوقِ سواها.
كانت تحدّق فيها وهي معلّقة، وسافرت في تفاصيلها بعيداً،
يُعيدها إلى المكان صوتُ رفيقتها تقول:
-تُشبهكِ!
فتمتلئ شفتاها بابتسامة،
وتسأل البائع بهدوء:
- بِكم هذه؟
- بخمسةَ عشر ريالاً.

تفتحُ محفظة النّقود،
ولا تجد سوى ورقةٍ نقديّة، فئةُ خمسُمائة ريال.
تسحبها بلطف، وعندما تمدّها للبائع،
تتحدّث حركاتُ جسده قبله، ليست لديه فكّةٌ ولا الذين من حولِه!

تشكرُه، تُعيدُ الورقة إلى المحفظة،
وتعودُ أدراجها،
بحقيبةٍ خضراء معلّقةٍ على شمعدان الخاطر.
لا أعرف كيف تفكر، لم يتسنّ لي أن أفكّ شفيرة تسلسل أفكارها المعقدة،
فهي دائماً ما تقفزُ عن الموضوع بسرعة لامتناهية يصعبُ تتبعُ من خلالها أفكارَها.

في زوايا عقلها اللاواعي تصطدمُ الأفكارُ بملامح داكنة، وتنعكسُ متأثرة بها، على باقي الجُدران البيضاء.
ذهنها أرضٌ خِصبة، عنيدةٌ الزّراعة،
ذهنها كُلّ الفصول في آن واحِد.
ذهنها، لا يترك حقيبة السّفر، يغيب ويحضر عن السمع في ذات اللحظة.


أفكارُها نظريّة، تشملُ كُل الاحتمالات، وتشمُل كُل زوايا التفاصيل.
لكنّها تسقطُ أمام تفصيلٍ واِحد،

التنظيم!

أفكارها لشّدما تشمل كل الاحتمالات خيالُها واسع، ينفضُ خَجلهُ ويفردُ جناحيه.
ذهنُها متناقض، لشّدما يُبالي لا يُبالي!

ذهنها، حصيلةُ غُربة سنوات، ومواقفُ صعبة، وأيامٌ جميلة،
وسلسلةٌ من التفاصيل الضبابية الملامح،
كذهن صاحبها تماماً، لا مفهومة.

لن تعرف أبداً كيف تفّكر، وتقفز، وتبكي وتضحك في آن واحد!

أبريل 07، 2011

مداهمة هاتفيّة ٢

أخبرت أمي عن المداهمة الهاتفية، فعلّقت نفسي تعليقي، ربّما هم استخب...ات اسرا...ية أو إحدى المنظمات وما إلى تلك الأفكار، وقفت للحظة أفكر بنصف ابتسامة: لستُ وحدي من يفكر بهذا الشكل، ويأخذه خياله بأفكاره بعيداً!

آيه، لكن ليس هذا ما أريد قوله، فبعد المداهمة الهاتفية أصبحت أفكر في مشاهدتي التلفزيونية،وكيف أمضي وقت التلفزيون وماذا أتابع ومتى أتابع.
أنا لا أشاهد كثيراً، لكن أتأرنت كثيراً، وهذا يجب أن يتقلّص، وكثيراً!..
وحتى استفيد من هذا الوقت في قرآءة مجموعة الكتب الكثيرة التي اشتريتها مؤخراً ولم أقرأ منها سوى كتاب واحد!


على الأقل وعّني هذا الاتصال قليلاً، إنها إجازة وكثير من وقت الفراغ الذي يجب استغلاله، لا.. بل إنه وقتُ الجدّ!