نوفمبر 18، 2009

بؤس


لم أخرج منذ 4 أيام، أنظر إلى نفسي في المرآة و سط العتمة، قد شحُب وجهي، تكوّنت هالاتٌ سوداء تحت عينيّ
كالتي أراها تماماً عندما أقفُ بعد جلوس، أمررُ أصابعي على شعري المتجعّد الفاحم، أتحسسُ العظم البارز في رقبتي،
أستدير للجانب الأيمن أتحسسُ أضلاعي البارزة و تقلّص معدتي للداخل.
من قال إنني سمينة؟
أتساءل: لِم أفعلُ هذا بي؟ ، و أجيب عليّ:
أعاقب نفسي، أؤذيها، أحبُّ أن أفعل ذلك، و رغبة في لفت الإنتباه.

لازال النهارُ في أوّله، و الثلاجةُ فارغة، نفذ الطعام منذ يومين.. و أنا أرفضُ الخروج لشراء حاجياتي. أرفضُ رؤية الناس، و الضحكات، و الغيم و الثلج.
في هذه الأيام الأربعة التي لم أخرج فيها، كنتُ أنام و أكل و أتأملُّ السقف، فقط..
و لم أسمع صوت جرس الهاتف أو الباب، لأنني أعيش لوحدي، و أتلذذُ بذلك.
أسيرُ نحو الأريكة.. أسمعُ صوت حركةٍ خلف الباب، رسالةٌ تسقط على الأرض!

أنزلُ إليها و أفتحها و أفاجأُ بها فاتورةُ الكهرباء، لوهلةٍ خلتُ أنني سأجدُ من يطمئنُ عليّ.
أقفُ مُجدداً، أشعرُ بدوار فأسقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،