ديسمبر 22، 2010

أريدُ أن أحكي.. في خاطري دمعة،
في خاطري وجعي،
في خاطري الوجد،
في خاطري حكاياتُنا،
في خاطري شوقنا و الحنين،
في خاطري القلق،
في خاطري هدوء الروح،
في خاطري حبّ الحياة،
في خاطري صوت،
في خاطري موسيقى،
في خاطري صمت.
تدور بي جملته المُثقلة أصقاع ذاكرتي، .. ويرجف حبّه من جديد مذ انطفأت نارُه قبل سنين.
ويعود الآن، ليُشعل نفسه مرة أخرى في ذاكرتي التي محته من بين صفحاتها،
صوته الذي يعبر سماعة الهاتف إلى جسدي كلّه كرعشة واحدة،
أنقذيني، و أعيديني إليكِ، ينقطع همسه الثقيل ويبقى صوت الهواء يثرثر لي.

أبحث عنه بين أشلائي، و أصل إليه رغم كلّ شيء، ويردّ عليّ الرجل في المُقدمة:
الجسدُ الثاني، و الروح.. في الأعلى.

ديسمبر 16، 2010

يفتُقُ كؤوس الماءِ المُغلّفةِ بأصابعهِ الصغيرة،
والماءُ كان يندفِقُ كلّ مرّة،

.. كان يُريدُ أن يُمسكَ الماء!

ديسمبر 09، 2010

لازالت تسكن ذاكرتي هيئتُك الأولى التي قابلتُك بها في درب الصُدَف، ولازلت بابتسماتك العذبة تراودني في صباحات أفكاري، عند كل ذكرى و كل حب، وكل ايماءة.

تجيءُ إلي بقلمك المرفوع إلى ذهنك الغضّ، بصبابة روحك المتّقدة، و حماسك الهادئ الذي يشّد حواسي لكل ما يجيء به قلبك النقي. تفتح مشاريعك الداخلية إليّ وتغلق ما تفتح بإيماءة المشاريع الغامضة، بسمتك..

التي تعفيك من كل الإجابات.

نوفمبر 27، 2010

رسالة إلى حاج

قبل عامٍ، عندما كنت لا أزال في سنتي الثانوية الأخيرة، طرحت المدرسة مسابقة "رسالة إلى حاج"، ترددت في الاشتراك، لكننيّ قدّمتُ مشاركتي في أخر يوم، قبل أن أسلمها ببضع دقائق.
كتبتها وملئي رغبة وأمل أن أحجّ هذا العام.



[ رسالة إلى حاج ]

في كل رمضان من كُلّ عام، أكشف للدعاء رأسي و أناجي: " ربّ هب لي من لدُنكَ رحمة، ربّ ارزقني أحجُّ إليك"، و أنتظر.. أنتظر، ومنذ سبعة أعوام، و أنا أودّعُ ضيوفه، و أُودِعهم ذلك المكنون في صدري. و أراهم يلبّون، يطوفون، و يسعون و يبكون على أنفسهم. و وعندما يُدعون إلى عرفات، يقفون على الأرض، و تلفحهم الشمسُ، و في الليل يسكنون إلى الآم المخاض، التي تُنذرُ عن ولادة جديدة.

نوفمبر 05، 2010

في الشتاء،
أفتح النافذة ليلاً، وأتشارك مع الشارع هدوء غرفتي و يُشاركني ضجيجه،
نافذتي تُطلعني، و يحكي لي الشارع من خلالها عن كل شيء،
الناس، والعصافير، و الضوء و الغيم.

عندما أفتح نافذتي شتاء، تُسمعني صوت الهواء وهو يغني،
ويعبر بسرعة في أزقة قريتي،

تُريني صفحة السماء البنفسجية المُزرقّة، لونها الغامق الغامض،
و النجوم التي تتلألأ بألق في أرجوانية اللون و زُرقته.

أحب الشتاء، عندما نرتدي أوشحتنا الدافئة،
عندما نجلس قريبين نخلق حلقةً من الدفء،
دفؤنا الداخلي اللامتناهي.

أكتوبر 22، 2010



و تنتهي،

لا كما تبدأ، جميلاً.
لأنه بكَ الأشياء تُجبر، رغم الزمن.

تنتهي،
مثل ياقة قميص مفتوحة،
بعد وقتٍ صعب.

أكتوبر 21، 2010

كم تبدو ثقيلاً يا خريف!

و أنت تعزف على ذاكرتي، وتخلق بها سيمفونية أكثر وجعاً منها، و أكثر ثورة!

كم تبدو ثقيلاً على الأشجار،
عندما تشتعل في اخضرارها اصفراراً،
و تمنحها حزناً تُسقطُ فيه كل ملامحها،
وتبقى أنت،
تبقى.. حزناً عريضاً في الذاكرة،
تبقى، في كل مرة تعود فيها لا مألوفاً محرضّاً على الاستكشاف أكثر،

يا خريف!
أسقط أوراقك الأخيرة،
نكادُ نصلُ للنهاية و نحنُ نبدأ.

أكتوبر 20، 2010

و تمنيت..


كان الكل ينتظر،
ينتظرني أن أطفئ الشموع و أطوي سبعة عشر خريفاً من العمر،
الذي يمضي ولا يمضي،
بينما كنتُ أبحث في داخلي عن أمنية غامضة،
عن رغبة مخبأة، لا مُدركة أو مفهومة،
ولم أجد سوى أمنية واحدة لا أخاف أن أتمناها..

أن يكونوا دائماً حولي.











كل عام و أنا بحبكم أكون بخير

بؤس ١٤

عدت من المتجر، أحمل كيساً مملوءاً بالبالونات، و سطل.
أقف أمام المبنى، أملأ البالونات بالماء من صنبور الرّي، و يلاحظني هُو من نافذة غرفته، يتحمّس لرؤيتي و ينزل إليّ. و عندما يصل، أحييه بابتسامة وأستمر في ملء البالونات بالماء.
يتأملني، ثم يسأل بفضول:
- ماذا تفعلين؟!
أبتسم، ولا أبوح بشيء.

و عندما أنتهي، أستدير له مبتسمة وفي يدي بالونة، ثم أرميها عليه و أضحك!
يتفاجأ بي، و ينظر إلى ثيابه المبللة، و تبدو على وجهه ملامح الاستياء و الخبث، و يبتسم!
يأخذ بالونة، فأهرب منه، وهو يلحقني و يرميني فأتبلل معه!

ننتهي من اللعب، نرمي أنفسنا على العشب الأخضر المبتل، نهدأ و نحن نرقب غروب الشمس، هجود الشارع، و نبتهج ونحن نجّف.

أكتوبر 16، 2010

فـــــــــــــــــــــــــــــراغ

أحلامي جفّت، لممتها في قصعة أمل، و علّقتها، تلتقط غيث السماء إذا هطل.
أحلامي معلقة، و الفراغ الذي يملأ ما بينها و بين الأرض يُتعبني، فلا هي تصعد و تتحقق، ولا تنزل فأزرع لي أحلاماً ثانية.

و الفراغ ثقيل، يجثم على صدري و يخنقني، و يأكل مني بعض الروح،
ويلتهم فيّ الرغبة، و الشعور، و الدهشة، وحتى الأحلام.

التهم الشعور، فلم أعد أشعر إلا بالوجع الذي يتركه في نفسي،
و ابتسامتي التي تتكسر أمامه، و الضيق الذي يوّسعه.

أكلني، و أحلامي لم تزل معلّقة في قصعة من أمل،
فاهطلي يا سماء!

أكتوبر 10، 2010

ذات أمنية

سقطت على وجنتي شعرة،
قالت لي: تمنّي شيئاً!
قلت: لا أماني لديّ.
قالت: لا بدّ لنا من أماني ولو داخلية!
غرقت في التفكير عن أمنية،
باغتتني: في أي عين هي؟
قلت: اليمنى!
قالت: صحيح!، أمنيتك ستتحقق، هكذا يقولون!

فرحت،
وانتبهت، أني لم أتمنَ شيئاً.

أكتوبر 07، 2010

بؤس ١٣

الصباحُ يرمي بالضوء الذي يجتاح كل بيت، و يزداد في ذلك ساعة بعد ساعة، و زجاج النافذة لا يحاول و لا يستطيع منعه، إلا الستار الذي أسدلته من ليل أمس، حتى لا أتوجع عندما أخسر الصباح.
و لكنني لا أنام، أتأمل الستار الذي يزداد حمرة كلما ازداد الوقت مروراً، ولا أنهض، بل يجتاحني الكسل و أبقى.

و أنسى الزمن في أحاديث داخلية، أتذكر ما مضى من هذا الزمن، و أزداد رغبة دون النهوض، يصلني صوت المفتاح في قفل الباب ثم ينفتح، أرفع رأسي لأرى، يمدّ عنقه للداخل وهو يطرق، و عندما يراني، ينشر شذى ابتسامة ضاحكة، فيدخل، ويغرس وردة حمراء في المزهرية الخالية، ينقلها عند النافذة، يفتح الستار بحماسة، و يلتفت إليّ:
- تحتاجين ألواناً!

و يخرج.

أكتوبر 01، 2010

أكتوبر عاد

 ها أنت ذا، تعود إليّ.. كما وعدتني تماماً، كما اتفقنا عند الفراق..
أن تعود إلي كل عام.

 متثائباً تبدأ، بدمعة خفيّة كمقدمك، أنا التي غفلت عنك، و عن حضورك و أدركتك في أخر ذهول مضى، و أول ذهول بك. و ها أنت ذا، تنفث فيّ الهدوء، و تبعث بي أملاً، كأني أولدُ فيكِ كل عام من جديد، لأنكَ في كل عام، تجيءُ بأقصى طلاّت العام جمالاً، تجيء بالخريف.. و بي.

و كنتُ أنتظرك بهدوء، لكن أخاف أن تأتي و يتأخر مجيئك فيّ، فأحزن عليك. لكنك لا تتأخر ولا تجيءُ باكراً، بل تكسر الأقاويل لأنك تجيء في وقتك، لأني كنتُ أنتظرك.. و أنتظر أن أحصد فيك كُلّي.

فأهلا بعودتك يا أكتوبر، أهلا بمجيء الخريف ~


سبتمبر 20، 2010

بؤس ١٢

و عاد..
و عدنا،
و عادت الحياة..

طلبني ذات يوم، وقال بكل رجاء، أنه يريدُ نسخة من مفتاحي..
استغربتُ طلبه، فرفضت، لإني إن قبلت، بعدها لن تكون لي خصوصية، و سأشعر بأني مقيّدة،
لكن في زاوية من ذهني، شعرت بأنه يريدُ أن يفاجئني ربما، ولكنني أؤمن بأن لا أحد يجيد مفاجأتي،

فسألته:
- أعطني سبباً!

قال:
- أريده!

فأعطيته إياه!

سبتمبر 17، 2010

بؤس ١١

[ لأننا عندما نتحمل أكثر مما هو خاطئ طويلاً ننفجر، ونؤذي ]

تعال يا صغيري،
تعال،
لم نعد نحمل مساحة لأحد، لم نعد مرنين كما كنا و قابلين للتحمل أكثر.
تعال يا صغيري،
سنختبئ،
سنختبئ حتى لا ننفجر..
فنؤذي،

تعال إليّ،

أنا لك و أنت لي ولا شريك لنا،
أحبّك.

سبتمبر 16، 2010

بؤس ١٠

و خرجتُ إليهم، دون أن أراجع خواطري، أو أتنفس بعمق، أو أهتم بمظهري حتى، خرجتُ إليهم كما أنا، كما أبدو من الداخل الذي لا يبدو من الخارج إلا معه.

طرقت الباب، و إذا به من يفتحه، وبدت على وجهه ملامح الذهول، وقف صامتاً ثم استدار و عاد إلى غرفته حالما لمحتني أمه أمام الباب.
أجلستني مجلساً حسناً و دخلتُ مباشرة إلى ما جئتُ لأجله، لأجل ذاك الصغير الذي ينصتُ إلي خلسة من وراء الباب، ..
لا أذكر أبداً ما قلت، أبداً أبداً، و لكنني أذكر أن قلبي من كان يتحدث، و أن صوتي بدا مختلفاً، و أن تعابيرهم بدأت تتغير، و فاجأتني أمه لما قالت:

- لم نفهم شيئاً، ماذا تقصدين؟!

فقلت:

- لماذا لم يعد ابنكم يزورني؟

ردّت:

- في الحقيقة.. شعرنا بأنه يُكثر من زياراته و يسبب لكِ الإزعاج، و انحرجنا من ذلك!

ثم قلت بعد وهلة بابتسامة خافتة:

- لا، دعوه يعود، أحبّ أن يزورني دائماً، ولا تقلقوا بشأني.. أنا لا أنزعج منه البتّة!

و سرت نحو الباب، قبل أن أدير المقبض.. التفتُّ له وهو خلف باب غرفته يختلس النظر، ابتسمتُ له .. كمن أزاح عن كاهله ثقلاً، أو استجاب لنداء ضميره و أراحه.. ثم خرجت!

كنتُ أشعر بأني أريد أن أستلقي على الأريكة بعدما أشرب كأساً من الماء البارد، كم بذل للتوّ جهداً عظيماً يحتاج للراحة،
و سمعتُ من خلفي وقع خطواتٍ سريعة، تركض، و عندما ألتّففت وجدته يحتضضني، يحتضن ساقاي بقوّة و هو يغمّض عينيه بقوّة.
فككته عني و ضممتهُ إليّ، و حملته إلى شقتي و أجلسته، كان يبكي وهو يقول: أنا أردت أن أجئ لكن أمي كانت تمنعني، و تقول بأنني أزعجكِ!

و كنتُ أبتسم له وهو يبكي، و أنظر إليه، و للوهلة الأولى، شعرت كم أحبّه، و كم كان شخصية مؤثرة في الشهور الأخيرة، شخصية لم يستطع أحدٌ أن يكونها أبداً!

ضممته و قبلته، و قلت له أن يهدأ، فبدأ يهدأ وهو يجفف دموعه داخلياً، و يهدأ أكثر، لحظة بعد لحظة..

و يغفو.. في أحضاني.

سبتمبر 14، 2010

موج ~

أسيرُ بمحاذاة الشاطئ، بخفة..
و بجسدٍ ثقيل، مُثقل بالأشياء، و الناس، و الضجيج..

لأنني عندما كنتُ أهتمُّ لك، أنت لم تكن تهتم لأحد.

سبتمبر 13، 2010

أبد يومي من المرآة، كأني أبدو أنا، و أنا أقف بلا مبالاة أمامها بغباء، أحدقّ في لا شيء، بدأً من العتمة الكثيفة التي تنفذ من تحت الأبواب، و من النوافذ و كل شيءٍ يتصل بالخارج، كدخان خانق،

هكذا أبدأ يومي، من ليلٍ إلى ليل، دون ضوء نهار، و لا لمح شفق.

مثل أعتاب الأمنيات، و روائحُ الأحلام النعسة التي تفوح مني.. دائماً.


ضجيج النهار، و الأشجار التي تهتز برشاقة على نغم النسيم، و الأخضر الذي ينبض بالحياة، و الضوء الذي يتغلل إلى كل شيء، و كل الأشياء التي تعجّ بالضوء.. و تمتلئُ به.


كلها نائمة، فيّ.


حتى بهجته حُزن، و حُزنه بهجة

كان دافئاً، لمّا لامستُ داخله بعينيّ، ويتّقد داخلياً كشعلةٍ من حياة.

مررتُ به جانباً ذات يوم، كان هادئاً منشّد/ مشرّد التركيز، بدا لي أنه يبحثُ في روحه عن سفينة غارقة، سرٍّ دفين، أو يعبثُ بأوراقه يفتّش عن حقيقة ما.

تنبّه لي، و أنا أتأمله و أغرق في لألأه عينيه، لم أتحرك، لكنه استدرك سكونه، فاتجه نحوي و قال ببهجة مفاجئة و ابتسامة عريضة لا يشبه من كنتُ أتأمل للتوّ!:
- مرحباً!


لا أعلم، لكنه يبدو حزيناً، و يتجلّى حُزنه في بهجته الدائمة، كأنه يهربُ من وجعٍ داخلي، أو يتأقلم معه، لأنه بالضبط.. لا وقت لديه.

سبتمبر 06، 2010

بؤس ٩

مرّت أيام، ألفتُ فيها وجود "كائنٍ" في محيطي، و كان حضوره دائماً ينقلني إلى طورٍ آخر من الحياة..
الطور الذي يجعلني أتحدث و أضحك و أبدي فيه ما أعتقد، يعني أن اتصل "اجتماعيا" ولو من خلال كائن واحد.

كثُرت زياراته، كنتُ في كل مرة يجيء فيها نقوم بعمل شيء ما، و كان يستمتع بذلك، فكان يكثر من زياراته.. لاتساع وقت الفراغ..

في إحدى المرات التي أنظف فيها المكان شئتُ أيضاً أن أحرك الأثاث، فهبّ لمساعدتي..
فتعب، و غفا..

حملته على كتفي، و طرقت باب منزلهم، فتحت والدته الباب..
كنتُ أنظر إليها بعنين منهكتين، و قلتُ لها: لقد غفا.. خذيه.

و كانت تنظر إليّ بنظراتٍ خجلة، متأسفة.. و هي تقول: يا إلهي!.. أنا آسفة جداً حتما أزعجكِ كثيراً!

ابتسمتُ لها ابتسامة خافتة.. و عدت.

في اليوم التالي، أو في الأسبوع التالي، لم يأتِ، و لم يطرق الباب و لم يتصل!
حتى إذا مرّوا خارجين.. لم أكن أسمع شيئاً..

كنتُ إذا رسمت، و أدرتُ الموسيقى، أسمع صوت ضحكاته، و لمّا ألتفت لا أجد أحداً،
و كنتُ إذا تابعت برامج التلفاز، كأني أسمعه يقلّد المذيعين و أسمع دعاباته التي دائما ما تجعلني أضحك!

لكني كنتُ أتوهم، كنتُ أفتقده بشدة، و أنا ما كنتُ الشخص الذي يفتقد أحداً، و لا يتعلق بأحد.


و كأنني أردته أن يجيء ولم أرده، كأني أردتُ الخلّو بنفسي قليلاً عنه، كأن غيابه كان في محله..
و كأنه أخذ حيّزاً عندي فلمّا غاب ترك لي فراغاً!

و لكني بقيت، بقيتُ أنتظر ابتسامته تفاجئني، و لكنه ما عاد.

لا!، بل عاد!
جاء في إحدى الليالي، يحمل صينية بسكويت، و كان قد أدنى نظره للأرض، و لم يرفع عينه حتى لاختلاس نظرة لشيء!

و قررتُ في تلك الليلة أن أذهب، و أعيد صوت ضحكته إلى المكان.

و انقطع!

انقطع الكهرباء صباح هذا اليوم، كُنت قبل أن ينقطع أشعر أخيراً برغبة النوم، شعور النعاس، الشعور الذي غاب عني أياما، بل أسابيع..

كنتُ أستمعُ لشيءٍ من الهدوء لمّا انقطع، و لم أبدِ أي تأثرٍ بذلك، غير أخي الذي هرع مُسرعاً ليكشف العطل، لكن عندما خرجتُ من غرفتي وجدته قد استلقى خيبة، و لم تجدِ محاولاته نفعاً في إعادة سيل الإلكترونات المشحونة إلى الأسلاك.

رأيته غارقاً في أفكاره، و لما رأني، التفت إليّ.. كأنه عاد من غمرة أفكاره المتتالية.
سألته: مالذي حدث؟
قال: يقولون سيعود بعد ساعة.

سكتّ، وعدتُ إلى غرفتي و خاطرٌ في ذهني يثرثر:
و ماذا لو انقطع، ألا ننامُ إلا بمكيّف؟ ، ألم يعش الناس قديما دون مكيف و كهرباء!
و ما حاجتي للكهرباء في مثل هذا الوقت؟ لا أريد إلا أن أنام وحسب.

فتحتُ الستار الذي يخبئُ النافذة وشرّعتُ النافذة التي تخبئ الطريق و تأملتُ الطريق الذي بدا كزهرةٍ تتفتح، الشمسُ لاتزالُ باردة و الهواء لم يدفأ بعد، و افترشت على السرير، أغمضت عينيّ، و بدأتُ أتقلّب، يميناً مرّة وشمالا..
الضوءُ الذي ينبعثُ من النافذة لا يتركني أنام، يريدني أن أنهض كما يفعلُ كلّ شيءٍ حيّ!
حتى إذا ما تعبتُّ اتقلّب و محاولة النوم نهضت.
نهضت، لأغسل قدميّ بماءٍ بارد، وكان خاطرٌ في ذهني يثرثر:
هل يوجدُ ماء؟!

استدركتُ خاطري بسرعة، فالماء لم ينقطع و إنما الكهرباء!

نزلت، و استلقيتُ على الأريكة، المكانُ هادئٌ جداً، و الأريكة باردة قليلاً، و بهدوءٍ غفوت.

الساعة 11:18

بعدُ لم أفتح عينيّ، أسمع أصوات أخوتي التي تعلو على صوت الهدوء، و أفيق و قد بات كل شيءٍ ضبابي، كأني للحلم أقرب، و أنزعج جداً و أصرخ، اسكتوا! دعوني أنام!
حتى لما هدؤوا، غفوت .. و لما علت أصواتهم مجددا أفقت!

و طفح الكيل!، عدتُ إلى غرفتي بعد نومٍ لذيذ، أزعج انسيابيته أصواتهم التي علت أثر الحرارة..
ألا يستطيعون أن يتكيّفوا؟! مثلي؟!

أسيرُ بعينان ربع مفتوحتان، أستبصر بهما الطريق، و أمنع الضوء من أن يسلب النوم منهما، و رميتُ بنفسي على السرير، متعبةٌ جداً، نعسةٌ جداً، و نصفُ نائمة.

غفوتُ قليلاً، حتى علا صوتُ المؤذن بالأذان..
اللــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــر اللــــــــــــــــــــــــــــــه.. و إذا بالكهرباء تعود!
الكهرباء تعود!، و أسمعُ صوت أخوتي: هيييييييييييييييييييييييييييييييييييي و أتخيلهم يقفزون وأنا نصفُ نائمة!

أغلقُ النافذة، وأشغلّ المكيف!

سبتمبر 02، 2010

بؤس 8

لا أدري بعدها كيف أصبح يزورني كلُ يوم، بل في اليوم عدة مرات، لا بل أصبح يقضي معظم أوقاته معي!

ربما بعد اليوم الذي ضحك فيه معي، عندما دخل دون أي اختلاس نظر، ولا دعوة موسيقى، و دون أي مقدمات!
عندما دخل كما النسيم قاصداً، يتلعثم بابتسامة خفيّة، أمسك قلم السبورة، و رسم وجهاً مبتسماً قرب الوجه الذي رسمتُه!

مذ ذاك اليوم وهو يزورني هكذا، يعبرُ كما النسائم أحياناً و يذهب دون أن يترك أثراً إلا في قلبي، و بسمة خفيّة.. كبسمته.

بؤس 7

في اليوم التالي، فتحتُ الباب قليلاً، و نقلتُ مرسمي إلى حيثُ يمكن أن يراه إذا ما اختلس النظر مجدداً، أدرت بعض الموسيقى الهادئة، و أخرجت الألوان وبدأت أرسم بشهيّة كبيرة.

شعرتُ به بعد زمن، شعرتُ الباب ينفتح ببطء، كأنما صوتُ الموسيقى و جنونُ الفرشاة جاء به، تخيلّته يمسك الباب بيد ..و إصبع يده الأخرى في فمه. اقترب مني و غاب يتأمل الألوان التي تستبيح بياض الورق بعبثيّة، و انتبه لورقٍ مُلقى على الأرض بين قدميه، و العلبة المحشوّة بالألوان كأنما أُعدّت له، فراح يرسمُ معي دون أن يقول شيئاً..

غامرني شعورٌ عصيبٌ تناغم مع صوت الموسيقى التي بدت تتوجع في إحساسها الذي بدأ هادئاً، فقسوتُ على الفرشاة، و تطاير اللون على وجهي، فضحكت، نظرتُ إليه بعدما هدأت، نظر إلي بهدوء، ثم انفجر بالضحك ..

و عدنا للرسم!

أغسطس 30، 2010

بؤس 6

ابن جارنا الصغير ذو السبعة أعوام، أتذكر أول مرةٍ تقابلنا فيها، كنتُ قد انتقلتُ حديثاً إلى هذا المبنى، فتقابلنا في الممرّ بينما كنتُ أهمّ بالدخول إلى شقتي، و هم يعبرون إلى شقّتهم.

تعارفت مع والديه، وتقدّم ابنهما البكر فحيّاني بأدبٍ جمّ، بينما كان هو يختبئ خلف والدته ممسكاً بملابسها، أنحني له:
- و أنت، ما اسمك؟
و أزرع ابتسامة عريضة في وجهي، بينما خبأ وجهه أكثر،
واصلت:
-حسناً، اخبرني حين تريد، هذه شقتي، زرني في أي وقت، سأدعُ الباب مفتوحاً لك.. حسناً؟!
إلى اللقاء الآن..
أردفت أمّه:
- لا أظنّ أنكِ سترينه مجدداً إلا خلفي!
ابتسمت لهما، و أعطيته قطة سكاكر و دخلت شقتي ولم أنسَ أن أترك الباب موارباً.. كُلّ يوم!

-----

كنتُ أراه و عائلته عندما يعبر ببابي، يختلس النظر دائماً ليعرف ما بالداخل، و بعد أسبوع أو أكثر، عادوا ليلاً و أنا أقرأ..
كانت شقتي تبدو خالية، رأيته واقفاً خلف الباب، يختلس النظر كعادته و لكن بقربٍ أكثر، لمّا أيقن بخلّو المكان دخل بهدوءٍ مجرّداً من أي شيء يمكن أن يُمسِكَه ويختبئ خلفه عني!

لكنه رآني أقرأ وأنني لم أفعل شيئاً بشأنه، سوى أنني رفعتُ رأسي و رمقته بوجه باسم..
نقلتُ بصري نحو سبورةٍ معلّقة على الجدار كُتِب عليها "تَبَعْثُر"،
- هذا شعوري هذا اليوم، كلّ يومٍ أكتبُ شيئاً أعبّر به عن شعوري، و أنت أيضاً تستطيعُ أن تكتب ما تشاء.
اتممتُ كلامي هذا و عدتُ أقرأ دون أن أنتظر منه أية إجابات، و دون أن أغفل عن رصد تحركاته!

و ظلّ هو واقفاً دون حراك، يتأمل تلك السبورة، ثم انتبه إلى مرسمي فاتجه نحوه يتأمل اللوحات المركونة عليه و حوله،
شدّني تأمله إليها، كأنه يفهم ما أرسم، أو لعله يدركه على الأقل.

أغلقت الكتاب، و قلت:
- افعل ما شئت، المكان مكانك.

و نهضت إلى الثلاجة، أخرج علبة مثلجات، و بدأت أكل، أعطيته ملعقة فهمّ بالأكل معي.. ابتسمتُ له، فعاودني الإبتسام.

ثم نادته أمه.. و ذهب!

أغسطس 28، 2010

بؤس 5

أفيقُ من نومي الذي طال يوم عناداً، فتأخرتُ عن طقوسي الصباحيّة،
{ شرب الشاي، متابعة الصحف، رسم بعض الخطوط بأقلام الرصاص، تأمل الشارع خلال النافذة..}

و تأخر الوقت، ولا أشتهي فعل هذه الأشياء إلا في ساعات الصباح الأولى، ماذا أفعلُ في صباح يومٍ متأخر من أول يوم نهاية أسبوع؟!
ماذا يفعلُ الناس؟!

مذ حلّ الشتاء، و أنا أكل قليلاً، أشربُ قليلاً، أتحرك ببطء.. و كنتيجةٍ ينحلُ جسدي كثيراً، و أشعر بالبرد طوال الوقت، فأبقى أمام المدفأة.. و أتمنى من يحتضنني من الخلف و أنا في هذا المكان المقفر من أحد.

بؤس 4

أستفيق.. أعي، ثم أفتحُ عينيّ اللتان تنظران للنافذة دون وعي، و مرسمي الواقفُ أمامها، الغرفةُ مظلمة، لا ضوء سوى ضوء الشمس الخافت الذي يضفي شيئاً من الرتابة للمنظر، مرسمي المكسوّ بالظل و الهواء الذي يحرك الستار خلفه بهدوء.
أنظر للساعة، عقاربها التي تصّوبُ رؤسها للثالثة عصراً، أنا لم أنم غير ساعتين، أحتاجُ لأبدأ اللوحة كي أنهيها بنهاية الشهر، و إن تأخرت سوف.. يأكلون من سعرها!

لا يدركون أبداً معنى الفن، أننا نحنُ المُبدعون ننتظرُ إلهاماً ما، لا نرسمُ إلا حينما نُريد!
نهضتُ من على السرير، خلّلت أصابعي في شعري للخلف بانسيابيةٍ منتعشة و أمسكتهُ مرفوعاً بأقرب فرشاة ليديّ. أكرهُ العيش تحت الضغط، فهذه أنا أترك أشيائي مبعثرة على الأرض، الكتب، الأقلام، المسودات، خطوط الرسم، مخلفات عشاء البارحة، ألوان بكلات شعر.. من الفراش إلى الأريكة أفكر فقط ماذا أرسم لهم!

السؤال الذي يؤرقني عن النوم كل مرّةٍ يطلبون فيها لوحة!

و يستعصي عليّ الأمر، فلا أنتهي من اللوحة في الوقت المحدد، سأنظّم هيأتي و أخرج، علّني أرى ما يُدهش!
ألملم أشيائي و أخرج للطرقات، لا أعلم إلى أين، يكاد مصروفي ينفذ مع انحسار أيام الشهر، كأن الأيام لا تأكل القمر فقط.. بل مصروفي و أنا!

فمهنة رسّام، تتطلّبُ فكراً متفرغاً و أفكار متوالية، أحب الرسم لي. أظل أسير، و أقف على باب مقهى.. و أدخل، أطلب القهوة من على طاولة تطلّ على الشارع، و أكتب في دفتري الذي لا يفارقني:
- السماءُ موجوعةٌ بالغيم، و الأرضُ موجوعةٌ بالجفاء!

فتراءت لي اللوحةُ التي أنشد!

بؤس 3

18-11-2009 / 29-11-1430

اليوم، أرغب في التنزه في الحديقة و قراءة كتابٍ ما..
حملتُ معي بعض البسكويت و الشاي و غطاء، أريدُ أن أغرق جدياً في هذا الكتاب. جلستُ على الكرسي، أشعر بعدم الارتياح فيه، إنه بارد، و مُثلج.. ولا يسعني احتضان الكتاب أو أخذ الكرسي لي وحدي!
سأغيّر من جلستي، امم.. سأستند إلى شجرة!

و أثني ركباتي إليّ و أقرأ كتابي و أنا ألتهم البسكويت و أرشف الشاي. فصل.. فصلان، ساعة.. ساعتان و أنا لازلتُ أقرأ و يشتدّ البرد!
يغالبني النعاس، فأخبئ يديّ تحت الغطاء و أحتضن الكتاب و أغفو مدركة بأنه لا مانع من ذلك، فلن يكترث لي أحد.

أفقتُ على صوت طفلٍ يمدُّ يده إليّ، فيها قطعة نقود،

.. فأبكي!

يوليو 27، 2010

بريدٌ للروح

عندما أشتاقُ إليكِ جداً:



أفتح الصندوق،


أحتضن رائحتكِ،


ثم أغلقه،


كي لا تضيع في رائحتكِ أنفاسي.

يوليو 25، 2010



لمّا وصلت، جلستُ دونما تمييز.. أستمع لهم لكنني لا أعلم أين وضعني الله، و قلبي غائب.
كنتُ شاردة الذهن، و أحملُ داخلاً ثقيلاً يزداد لحظة بعد لحظة. بعدما نهضنا ووضعت أشيائي جانباً جاءت صديقتي من قريب و بدأنا حواراً بعيداً قررنا أن نخوضه عندما نلتقي:
أنا: كأني أعرفكِ؟!
و أنظر إلى بطاقتها،
مجدداً أقول بنبرة اصطناعية الإندهاش: أووه أهلا!

تمد يدها برسمية تامة، و أرفع كلتا ذراعيّ أكسر رسمية التعارف الأول، و أنهال عليها بجسدي أعانقها، فتتجمع الدموع في عينيّ بغزارة، أنفجر فيها ويرتفع صوتي بالبكاء!
أسمعُ صوت المُعلمة فأنسلُّ من بين ذراعيها لأغسل وجهي و أهدأ، لكنها تبعتني، تأخذني من يدي فألتصق بالجدار و أنفجر بالبكاء مرة أخرى، تلمُّني إليها، فأبكي عالياً كأنما داخلي يتنفس، يتنفسُ بعدما انكتم كثيراً!

أهدأ، فتجيءُ لي بالماء، تمسح وجهي، تمسك بيدي و نعود.

يوليو 23، 2010

It hurts!

Like nothing else...
and no one could stop you from revealing it as pain!
no one could slap your feelings to stop revealing your pain as pain.

because they love you,
they just do.

يوليو 22، 2010

كان استثنائياً، منذ البارحة وهو يصمّ أذنيه عن سماعهم.
كأنهم يحاولون استفزاز مشاعره الهادئة،

و يتركونه للجنون و البكاء!

يوليو 18، 2010

5:38

استحممت، و أنوي أن أفطر بالحليب و رقائق الذرة المقرمشة و اللذيذة بعد ليل، ثم سأنام، وأطمحُ في نهارٍ مشرقٍ للسماء و لي..
كان ليلا ولا ليل.

يوليو 12، 2010

7:52

حسناً، وصلت سالمة و الحمدلله


سأعد لي فطوراً يليق، و أناااااام!
لا يقلقنّ أحد!

لإنه إن فعل أحدكم لسوف استيقظ !


أخي، يذهب بعيدا ليعمل كل صباح، أبقى فيه حتى المساء لوحدي ماعدا الوقت الذي يجئ فيه بعض الأهل ليتفقدوا أحوالي. أبي الذي أخذ كل من في بيتنا معه، تركني لنفسي مرة واحدة أو بصورة أخرى رماني في الماء دون أية دروس!



لكنه بذلك يجعلني أقوى وأقدرُ على تحمل المسؤولية مهما كانت..


أحب أن يفعل بي ذلك، وسرعان ما استهلك الشوق المتعب إلى عزيمة أو غاية.


ها أنا أتمالك نفسي وأقف مجددا على قدمي.


إنها فرصة لا تعوض حتى أقوم بما أريد دون تدخل أحد أو مشورة أحد، أنا ونفسي أُفرغ ولعي بالاستكشاف دون أن أجعل أحدا ما يغص بكلامه.


كما ورثت عن أبي تماما!


استوحش المكان، لا أسمع فيه سوى وقع خطواتي الخفيفة الهادئة. كان قبل خمس ساعات ممتلئا بهم دوني. و الآن، بعد خمس ساعات خلا بهم إلا بي. سافروا و عدت. و من شوق إلى شوق!



أشعر بالهدوء التام!، و الوحشة و الوحدة، كما لو أن أطيافهم لازالت تتراكض في المكان، أو في ذاكرتي وحسب!


أمي تركت لي شيئا في الثلاجة من صنع يديها لأجلي، لا أعرف كيف سآكله!، لأني في كل حبة سوف اشم ريحها و أبكي!


في الحافلة، عائدة للمنزل بعد غياب خمسة أيام. مدركة أنني عائدة لمنزل خال من الأهل، عائدة من شوق إلى شوق آخر!



يونيو 28، 2010

عندما نطبق  الظواهر الفيزيائية أو الكيميائية أو الرياضية أو الحيوية على ذواتنا و ردات الفعل فإننا سنجد توافقاً و تفسيراً منطقياً لما سيحدث أو يحدث لنا.

أنا أشبهُ دائرة كهربائية، يتولّدُ منها تيارٌ عندما يتغير التدفق المغناطيسي من حولها بالنسبة للزمن.




، أنا لا أمزح!

يونيو 24، 2010

و تحكي لي أمي،

و تحكي لي أمي،

أنها لمّا كانت حاملاً بي، رأتني في منامها..
و لما ولدتني و كبرت، أصبحتُ كما رأتني تماماً.

يونيو 12، 2010

كالشبح يطوف من حولي، كلما تناسيته تذكرته.
يزرعُ في نفسي القلق ويسلب مني شهية النوم و الأكل. 
يقتصّ من الطمأنينة الداخلية و يسلخني من حواس الجسد.


أنا خائفة،

يونيو 02، 2010

برتقال


توقف الزمن من بؤرة عينيه.. ثم مضى زاحفاً.
و هو،
راح يجوب المدن السبعة، وحيداً...
بعدما غمّض الآخر عينيه، و بقي هُو
وحيداً، يجوب المدن السبعة

مُثقلاً كاهله، فانحنى، متقعراً لبؤرة حزنه السالبة ضحكَته
و استقر الدمع في عينيه الضيقتين،
 بين تجاعيدها المنحوتة برفق البكاء،
و الماء الراكد كحقيقة ذاكرته..

لكنه لمّا تذوق البرتقال،
و الوحدة فيها..
تنهّدُ ذلك الفريد،
تنهّد و استعبر مجدداً، لأنه استسلم
استسلم للوحدة..
.
.
ينقبضُ قلبه، و يثقُل أكثر

 و ينحني.. للموت أكثر

وحيداً..




مايو 29، 2010

أعلم كيف أضعته،
نعم.. قد كنتُ مشغولة جداً و مزدحمة، فتركتُه جانباً و أخبرتُه أنني سأفيض و لمّا أفعل سأضعُه فوق أشيائي كُلها!

فضاع مني،
و لم أزل أبحثُ عنه.. في كوب الشاي و الشاشات و بين السطر و السطر، و الحرف و المعنى، و الهمسة و النظرة!

ضاع مني،
و لم أزل أبحثُ عنه، أريدهُ بل أحتاجُ إليه لأنه إلهامي

و لعلهُ،
يباغتني عندما أنسى أنه ضاع مني عندما اصطفيتُه من بين أشيائي لكي أبقيه لي.

مايو 22، 2010

)

أرمق كوّة الغيم في السماء بنصف ابتسامة و أتمتم:
بعضُ الأشياء لا تبدو واسعة كما تبدو ضيقة!

مايو 21، 2010

لوهلة ما، اعتقدتُ أن أختي الصُغرى لن تدرك صمتي عنها و تجاهلي لها -حتى تعتذر-لأنني لستُ مهمةً بالنسبة لها. فطلبتُ من أمي الصمت عنها لكنها رفضت الدخول بيني و بينها. فانفردتُ بالصمت عنها وحدي.

في المرّة الأولى التي كلمتني فيها أخبرتها أنني لن أحدثها حتى تعتذر..
كانت تحدثني من وقت لأخر، لكنني كنتُ أعرض عنها، لا أنظر إليها ولا أتحدث لها و لا ألقي لوجودها انتباها.

مرّ يوم، و في اليوم التالي جاءت ببقايا أواني الغذاء لأغسلها..

- أنا آسفة.
قالتها بكلّ شجاعة!

- ها؟ لم أسمع!
- أنا أسفة!
-علام؟
-لأنني ضايقتكِ
-هل ستفعلين ذلك مجدداً؟
-لن أفعل ذلك.
- حسنا، عانقيني.

تعانقنا و كُلّي أمل بأختي الصغيرة، كُلّي أملٌ أن تكون امرأة عاقلة، جداً، متفاهمة، و مهذّبة.

و أدركت، أننا مهما كُنا منشغلين في أمورنا الأخرى عن أخوتنا و أهلنا، يظلّون بحاجة إلينا و يعتذرون، لأننا أجزاء من حياتهم لا تُستأصل.

مايو 19، 2010

كان أملاً أخيراً منقطعاً

يحدثُ لنا كثيراً أن نلغي بعض رغباتنا أو نؤجلها لأنها لا تسير حسبما أردناها أن تسير. ليس لأنها سارت حسب ما لا نريد، لكن لأنها سارت وفق ما قدّر الله، و علينا أن نرضى بذلك لأنه خيرٌ لنا على المدى الطويل.

متجاوزين الخيوط الكثيرة التي تتلوّى إثر انقطاعٍ خلّف خيبات كثيرة.

مايو 12، 2010

جداً أشعرُ بخير، بسلام، بحب، بابتسامة خفيّة و أنا أسيرُ عبر أزقة قريتي التي هجدت، منسجمةً جداً، داخلياً و خارجياً بشكلٍ نادر..


[ كنتُ أودّ أن يطول بي الطريق ]

هجود..

أعود بعد المغيب، الأزقةُ التي كانت للتوّ تتوهجُ نهاراً تبرُد، تناغي حُرمة الليل الذي يكتحلُ سواداً بغروب الشمس.

الأزقةُ هجدت من لعبِ الأطفال، من خطواتهم التي تُقلّبُ حبات الرمل، من أصواتهم المتعالية أثناء اللعب، من ثرثرة العجائز إلى ثرثرة الشباب، و النساءِ اللواتي يَحُمْنَ من منزلٍ إلى منزل. حتى العائدون لمنازلهم، و الأباءُ و الأطفالُ و أصحابُ الدكاكينِ التي لا تُخفى قلقلةُ مفاتيحهم عن العابرين مثلي، كُلّهُم يعودون لمنازلهم و يهجدُون..

دفء


كنتُ أمسكُ بيدها التي تخبئُ وجهها وهي تبكي. كنتُ في هالة توهجها الداخلي و الحرارة التي تشعّ من دموعها، و كنتُ أبتسم، أبتسم بعمق، لأنها كانت تبكي..، لأن دفئها الداخلي لا ينتظر، فلا يبرد، و لا يفقدُ شيئاً من معناه.


كأنما تغلغل شيءٌ في ذاك السكون، إلي.. و أنا أمسكُ بيدها التي تُصرّ على وجهها المتوهج، و الأخرى تمسكُ بكتفها توجه رسالة إليها بأنها بخير، شيءٌ يُشبه ذوبان الجليد البارد في داخلي، البارد حدّ اللاشعور. و ظللتُ أنا مشدودةً إلى نقطةٍ ما لا مُعرّفة، بدت لي كنافذةٍ للرؤى، للأحلام، و للذاكرة الملتهبة،

كنتُ غائبة، غائبة جداً.

مايو 11، 2010

رؤى



كأني بها تسحب - بيدٍ واحدةٍ- أخر ورقة من كدسة الأوراق المصفوفة عمودياً بقدرة سحب كتاب، فتتناثر كُلها بتبعثرٍ في الهواء و تترنح إلى الأرض.

[ تُقلّب الذاكرة ]

مايو 10، 2010

2

حسناً، إذا علينا أن ننصب الأحلام أمامنا و نسير إليها و بها، و ربما نهمشها أحياناً لأننا بحاجة لفسحة لا نفعلُ فيها شيئاً. و لعلّنا نغفلُ عن أحلامنا في كثيرٍ من الأحيان، بسبب المسؤوليات و الأحداث و التفاصيل اليومية، و رُبما لا نتذكرها إلا في أواخر أعمارنا.
التهميش أحيانا يساعدنا على معاودة الرغبة، شحن الإرادة، استيعاب و استوضاح الحُلم أكثر، حتى عندما نعاود الوصول إلى الحُلم فإننا نعود بطاقة جديدة غير طاقة البدء، ولعلّنا نهتدي أيضاً إلى حُلمٍ أفضل من ذاك الذي كان.. 

على الهامش

عبثاً نحاول أن نهمش أحلامنا و نركزّ على الأمور الأخرى، لأنها ببساطةٍ أهمّ من تحقيق الأحلام، أو لأننا لازلنا صغارا على تحقيق أحلامنا؟


لا شيء يجدي لجذب أؤلئك المبدعين غير الرغبة/ الحُلم. إن لم يكونوا حالمين له فإنهم لن يقدّموه بالشكل المُرضي تماما. و لا شيء يجدي لإثارة دواخلهم و تحفيزهم غير الرغبة/ الحُلم، فإن كُنا سنهمش أحلامنا لنركز على تحقيق شيء مهم فمن الأفضل لنا أن ندرج هذا الأمر في لائحة الأحلام، كي نتمها بالشكل الذي يُرضينا، و لعلّه يكون أجمل الأحلام التي نحققها لأنه لا يكون باختيارنا أو برغبتنا الأولى، لكن قدرتنا على تحقيق ما لا نريد هو أكثر التحديات و الأحلام إثارة حتماً، لأن تهميش الأحلام لن يعود علينا بغير الألم،

مايو 09، 2010

و الروح ~


تمتلئُ الروح و تفيض، فلا يبقى للشعور إلا أزقة الوجع لتزحف فيها لتخرج.
لكن الشعور تجلط في أزقتها الداخلية، و ما عادت تنبضُ فاستباحت الروح ذاتها و تصلّبت!

تصلبت حد القدرة على الإنكسار، لكنما نبضٌ شعوريٌ واحدٌ في داخلها -الضمير- يستطيعُ أن يُحيل أزقتها المتصلبة إلى مدينةٍ نابضة بالحياة و الحب و الأمل.

إن الروح لا تحتاجُ سوى إلى المساحة، المساحة القابلة لاستيعابها..
لأنها في طور نمو مستمر، لا يقبلُ الضيق أبداً.

أشياءُ تزدحمُ بالذاكرة اللامحدودة، شيءٌ يُشبهُ تجميع الوجع في بقعة ضوءٍ واحدة.
و الكمُ الهائلُ من الروائح التي تستقطبُ الوجوه الغائبة، و المشاعر المتداخلة، و الذاكرة بكل أشكالها!
و نشر كل تلك الصفحات على طاولة الحاضر يقلّب الروح !
يوجعها، يفيضُ بها و يُغرق.

غير أن ما يهبُه الحاضر من تفاصيل مزدحمة، يشلُّ الروح، يطمس الشعور و يخنق الوجع.


مايو 06، 2010

روتينية

الحياةُ الروتينيةُ الضيقة، تشبهُ في ركودها قطعة الشوكولاه متبوعةً برشفة شاي، طعم السكر المتتابع بأشكال مختلفة، و إن اختلفت في قليلٍ من التفاصيل فإنها تبقى في الذاكرة بطعم موحد.
إذا لا بدّ أن تُتْبعَ بشيءٍ لا متشابه. شيءٍ مثل قهوةٍ مُرّة؟
أقصد، أن نقوم بممارسة شيءٍ من الهواية أو الحُلم، لتغيير نمط الروتينية الراكدة، و لإنعاش الروح و الذاكرة و الأحلام أيضاً..

مايو 03، 2010

رغبة

أمامي فرصةٌ وحيدةٌ لأرسم تعابير وجهي الداخلي هذا الأسبوع، الواجباتُ تفيضُ من شقوق بابي، و أنا أنظمها لأنجزها..
لكنها تُنجَز بالوقت.. فنظمتهاُ بوقتي الذي امتدّ بها على مدى أسبوعين للأمام..


أمسكُ القلم العريض الأسود،
 آ..
لم أفكر بشيء، بل تركتُ ليدي و الأفكار المرتجلة الحرية في الخروج من ذاكرتي و الرغبات الناجية من الغرق الذهني.
خططتُ أول تعابير الوجه، يدٌ و تفاحةٌ و امرأةٌ ترتزق..


الإنهماك في الدراسة يعّلقني ما بين الحاجة و الرغبة، ما بين الإنجاز و التأجيل.
أعرف تماماً ملامحَ وجهي الداخلي، اليد..

اليد التي أُدمنُ النظر إليها و الرسم، تكفي انحناءة أنملة واحدة لتغيّر معنى اللوحة بأكملها، إن اليد لوحدها تمثلُ المشاعر الخاصة بدقة بالغة، بحركة الأصابع فقط،..

بشغف تام..
أحييتُ ورقة بيضاء.





أبريل 27، 2010

Crowded mind

هكذا كتبتُها، خارجة من كل العقبات، زحام المشاعر و الأفكار و اللغة..
حاولتُ جُهدي أن ألحق تسلل أفكاري، أن أمشي مع تيار الرسائل العصبية المتشابكة، فلا تُعلّق على عبثيتها أو على أخطائها الإملائية
لأنني أنا، تركتُها كما هي..
بل اشعرْ بكل انكسارات الحبر في محاولةٍ للوصول إلى .. نهاية الفكرة.

قم بالضغط على الصور كي تظهر بحجمها الطبيعي





My beautiful best friend rewote it for me, Thanks A lot!


It's called a present; because it's an orphan opportunity to be prepared for the future!

It can't be exchanged sometime, But some opportunities comes one time a life!

That's why it's called orphan.

Every day is gift, called present!

Nothing more we need to fix our mistakes.

It looks cheap, but when it passes it becomes more clear how expensive it was. As time passes, We realize that we missed A lot of our time life in which we can be in a completely different shape!

It's destiny, everything is written, but when we ask for help "from God " to guide us, he will.

God had Already showed as the path to success, we just have to follow his instructions!

Success isn't something stable, It doesn't come to us if we didn't sail to it!

We may get lost, face cruel weather, drown...
But if our will is strong to believe it can do anything unless God is in our side, then we'll pass All these dips to get to our wanted Goal!
It's that easy, just the will and help from God, Nothing more!
Zahra Mohammad

25/ 4 / 2010. M

English Exam!

أبريل 23، 2010

في الصحراء

الهواءُ الدافئُ جداً والجاف يحرقني، إلا أنه بدفئه يدفع مشاعري الهادئة و الدفينة لأن تطفو. إنها الطبيعةُ التي لطالما أخرست طاقتي لأن تنصت و تشفّ الرّوح فتشعر و تستلهم أشياء خارجة عن المدى.

أشعرني كلوحتي التي أرسم، تماماً
بالهواء، الماء، الريح الجافة، اشتفاف الروح، الحزن، الرضا، الخير، الطيبة، الصفاء الذهني التام و أنا أسطر ما يولد بالحب...

أبريل 17، 2010

Visions






Every thing is getting blured, even when I'm wearing my glasses. I'm drowning so deeply into my thoughts to the point I only can hear, hardly, the outside world. I can see nothing more, except for my own visions.

أبريل 16، 2010

اشواقاً

متأملاً السماء، و الأرواحُ الـ تسافرُ عبرها
هو الجسد المشرّد، ذو القلب الذائب شوقاً
ذو الذهن التائه خارج مجال التركيز
ذو الروح المتعلّقة بعيداً إلى سَكَنِها
لسببٍ ما يعجزُ عن اللحاق بها،
لسببٍ ما يعجزُ إلا عن الشوق،
كانتحاءِ روحٍ ضوئيّ.

خيط الأمل الـ تدلى مترنحاً من السماء بهدوء،
ترنحهُ الـ يشبهُ تقلّب خلجات الجسد.
يجتذب لبّهُ الهائم،
فيخطو إليه،
يتشبّث به ليتسلّقه،
فينقطع طرفهُ الآخر من السماء!

.. و يختنقُ بشوقه.


يالله!

أبريل 10، 2010

الربيعُ الثامن عشر


اليوم 25 ربيع الآخر 1431 هـ، إنها الساعة الحادية عشر و واحدٍ و عشرين دقيقة، دقائقُ معدودة إلى الساعة الثانية عشرة. إنني أجمعُ تفاصيل ربيعي السابع عشر، لأبدأ مسيرة ربيعٍ جديد لا منقطع بوهمية الوقت، متصلٌ بحقيقة الزمن.

إنني أكبر، أكبرُ سريعاً لأني أدركُ الأشياء الجميلة، لأني لا أعي الأفكار المتواترة التي تدور بي مع عجلة الزمن المستمر، ولذلك فإن الزمن يمضي و أضلّ أنا في مجالٍ خارجٌ عن أطر الزمن و داخله في الوقت نفسه.

إن كوني ربيعاً ذو ثمانية عشر فصلاً يجعلني أريدُ أن أبدأ باستثمار طاقتي في كُلّ ما أجيد، أريدُ أن أنجز أكثر، أن أبذل طاقة، أريدُ أن أشعر أنني أفعل شيئاً في الحياة، ليس لي فقط، بل لغيري أيضاً، فالزمن يمضي، و إن لم أمضي معه سأتخلّف عنه و لن أفعل شيئاً يستحق في الحياة، أستطيعُ الرضا عنه لاحقاً.


ولذلك، فإني أبدأُ من هُنا، هذا اليوم ، هذه الساعة، أبدأُ بافتتاح مدونتي، مدونة الروح، مدونة للرؤى و الأحلام و الحياة و الأمل، لأجل الحب و الخير و الصفاء و السلام أريدُ أن أكتبَ علناً، لأجل أن أنمو و أنجز.






للخير نحيـَـــــا






إنّي أنا زهراء مُحمّد
11-4-2010|1431-4-26


أبريل 08، 2010

ظلّ الذكريات المؤلمة


تُحفظ الذكريات المؤلمة في الخاطر، و لكلّ واحدةٍ منها ظلّ، حتى و إن غُفرت و رُضي على مسببها فإن ظلّها يبقى.


بعكس ظواهر الفيزياء، إذ أنه بتلاشي الجسم يتلاشى ظلّه معه.


في الخاطر، يبقى الظلّ، لأنه يعود على ذاكرة الزمن، ذاكرتنا، ذاكرة الغير، و لا يمكن -بأي شكلٍ من الأشكال- استئصالها، بل يمكن تناسيها - وليس نسيانها- فقط، يعني ذلك خزنها في لاوعينا.


و لئلا نعيد ذاك الزمن إلى وعي الغير، علينا أن نتعلم من أخطائنا، نروّض أنفسنا بالندم، حتى لا نعيد حلقة الزمن تلك إلى وعي الخاطر.


لكن الندم لا يعني عودة الماضي و تغييره، بل هو لأجلنا، لأجل المستقبل.

محمد علوانْ


إنّهم يكتبون لأنّهم يتألمونْ ..

أو لأنّهم تأَلموا..

يومَاً مَا






أبريل 02، 2010

لا شيء يحدثُ دون توفيقٍ إلهي


نحنُ الحيـــاة
فينا الأملُ و في الغد عمل

سأبذرُ الأرض و أجني الثمار مستقبلاً
إنني أستطيعُ أن أقوم بأي شيءٍ ما دمتُ أرضي الله، ومادام اللهُ يوفقني لرضاه

31/3/2010

مارس 21، 2010




تنبتُ أصابعهُ في صدره.. إلى قلبه مباشرة
يتقيأُ عصارة ألمه.. أفكارهُ، وكلّ شيءٍ في ذاكرته
تضيقُ عليه أزقةُ منفسِه، يكتمُ روحهْ


يسقطُ.. مستنفذاً كل قواه ليحيى

 ..فيموت

مارس 20، 2010

السبت 20/3/2010

في ليلة مضت، غامقة اللون، متراكمة التعب، ممزوجةً بالألم.. غفوت و أنا أستمعُ لهيامِ حُلُم..
غفوت و أنا شبهُ قاعدة، و أخي الذي تعوّد أن يطل عليّ كلَّ ليلةٍ قبل أن ينام أطفأ أنوار الغُرفة..

كان يحدثني، زهراء.. زهراء
و أنا أعودُ إليه من بواطن الأحلام بهذيان النوم الغارق في عينيّ.. بثقل الأحاديثِ الناعسة.. أهذي له عن أحلامي التي لا ترأفُ بي
كأنه لم يفهم، .. فخرج بعد أن أغلق الباب بلطف.

استيقظتُ صباحاً، بعد شروق الشمس بدقيقتين تماماً..
بعد فوات الأوان تماماً!

رفعتُ يديّ تضرّعاً بالدعاء، و كياني خجلٌ من رفعهما.. فأنى لي أن أرفع يديّ إليه بنفسٍ مقصرة..




إلهي، يسر ولا تُعسّر..

مارس 17، 2010

تدارُك 7


أفرغ أصابعهُ الباردة من جيبه



أخرجها،


نظر إليها


لمها


كمن يمسك شوكًا


ثم رفعها إلى عينه،


تأملها قليلا


ثم أخفضها في مؤربة مع الأشياء التي تنجر للأسفل


حتى تركها على صدره


مقبوضة كقلبه


مائلة إلى اليسار مثله


تنبضُ بالحياة مثله .


تقولُ لهُ أن الحياة تسري


كالدم الأحمر،


في أوعية تنبسطُ و تنكمش !


بين خيوط الأشياء الـ تلوثت ، و الأخرى الـ تجددت


لكنما


البقاء لمن أراد، لمن أحب ، لمن عاد إلى مركز الأشياء


و استحم


بصقيل العضلات


المؤلمة


الـ لا خيوط فيها ، سوى ذاتها .


و عاد


دون " لكنما " .


يعطي ،


و يعطي ،


هو الذي يفهم أنه يأخذ ذاته ، إلى ذاته ،


و هو يعطي


لأنهُ ثابت!


لأنه لا يُخفضُ أصابعه لمستو أسفل من قلبه ، لمستو أخفض من مركز الأشياء


هو الذي حين يُثني إبتسامتها،


يرفعها،


و يرفع قلبه بأصابعه تلك


و يعلو ...


و يعلو .


و الروح !



http://zanibalshaikh.blogspot.com/2010/03/blog-post_2195.html


تدارُك 6

ينظر إلى المرآة، يتأمل تفاصيل وجهه

 
حزمة الضوء المتكسرة على جبينه


عينه


اليمنى بالضوء


و اليسرى مظلمة


سبر الضوء لتضاريس عينه


الوجع الذي رُسم على جانب عينه


خطوطٌ متوازية .. للأسفل


كل شيءٍ مع الزمن ينجرّ للأسفل


الجاذبية


فمه


شفتاه


انحناءة فمه


عندما لا يبتسم


للأسفل


ندت عينه


تصلب وجهه


انقبض قلبه


غاب إلى هذيانه


و ابتعد عن المرآة


...


مارس 16، 2010

تدارُك 5



صباحاً، كعادة الضوء كل يوم، تسلل عبر زجاج نافذته إلى بؤرة عينيه- خلال جفنه المغلق إلا يسيراً-، و تركزّ تماماً إلى دماغه.. فأيقظ غفوته.
وقبل أن يفتح جفنيه، استنشق بقوةٍ الهواء، أوصل ذارت الأوكسجين إلى أقصى شعبهِ الهوائية، و أخرج كل بقايا التعب المتراكم.
فتح عينيه ببطء، نظر ناحية الضوء، فتبسّم..
إنه يشعرُ بأريحيةٍ تامة، يشعر بخفّة صدره على جسده، أراد النهوض، يشعر بفتور هائلٍ في جسده.. رفع يده للضوء، ودّ لو بقربه من يُعينه.. يحزن لكونه الغريب، فتخور عزيمتُه، و تسقطُ يدُه.

أغمض عينيه بقوّة، انبثق إليه ماضيه، سمع في داخله استطاعته، ليشُعُرُ الآن بقوىً تتسرب إليه.
رفع جسده، وقف على رجليه و سار..

سار نحو النافذة، ابتلع الهواء، ثم مضى.. يلملم تفاصيل يومه.

مارس 15، 2010

تدارُك 4

هُو الّذي لا ينامُ كثيرًا،

نام ملئ عينيهِ المؤرقتين،

ملئ وسادتِه الهائمة،

فقد عَزمَ على الحُلم!
واشتاقَ للصباح،
... لصَدرهِ الجميل .
 
 http://zanibalshaikh.blogspot.com/2010/03/4.html

مارس 14، 2010

تدارُك 3

الأرقُ يملأ عينيهِ، يكادُ القلقُ ينسفُ قلبه من شدة نبضه، بيديه الباردتين يمسكُ حُسن دمعهِ الساخن..

فيغفو، على صدر الأمل.



تدارُك 2

يعود، هو الّذي يخافُ من أن تُمطرَ ليلًا ، أن تأكل كتبهُ بالماء ،
هُو الّذي يمثلُ الحُلم، و يجســدُ الحيــاة ,

... الأشياء في ذهنه تنخفضُ و تعلو وهي تتقلبُ بشدّة في صدره .

فيهِ رغبةً أن ينام باكرًا، أن ينتهدَ سِرا .

أنّ يخرجَ غدًا، كما الأصدقاء .
 
 
http://zanibalshaikh.blogspot.com/2010/03/2_13.html

مارس 13، 2010

تدارُك

مدهوشاً يقف، بعينين متسعتين، و رجلين متصلّبتين إلى الأرض، سوى النسيم الذي يحرك -تمرُّدَاً -شعرهُ الأشعث..
يتداركُ موقفه، مخفضاً مستوى قبعته إلى عينيه.. و أكثر، مخبئاً كفيه داخل جيوب معطفه الشتوي الثقيل،.. خارجاً كما الغرباء.

مارس 07، 2010

فنجانُ شاي

 

الكوابيسُ و الأحلامُ و الرؤى تطاردها كُلّ غفوة، إنها كوابيسُ و أحلامٌ و رؤى عجزت عن تفسيرها. لكم تشعرُ بالقلق إزاء ما يحلّق في ذهنها آناء النوم.

إن حركة الهواء غيرُ طبيعية، ها هي الرياحُ تشتدُ كلّ ساعة، تحمل معها الغبار، و كوابيسها علامة على ما هو آت، عليها أن تعرف ماذا سيحصل.


قلبها يسارعُ في الخفقان مذ زارتها تلك الأحلامُ أول مرة، جسدها في ارتعاشٍ مستمر، تشعرُ بألم عميقٍ في أوصال يديها، تؤلمها بشدّة، تريدُ أن تستريح، لم يعد الأمرُ لذيذاً كما كان، إنه أمر مهم فعلاً هذه المرّة، إنه شيءٌ كبير..

في حالةٍ من الهذيان المؤرق للذهن، تعد فنجان شايٍ متّزن الطعم يأوي شرودها المطّرد نحو الغيب، علّه يبعدُ عنها قلقها الذي غيّب السبات عن ذهنها و جفنيها رغم التعب الذي يجتاحُ جسدها، تقلّب السكر ذات اليمين و ذات الشمال على غير هُدى، فكلّه سكر، و فيه الطعم عينه، لكن شرودها يفعلُ بها ذلك. تسكبهُ في الفنجان الذي سوف يريها ما عجزت عن استبصاره.

تغلي الماء، و ما إن يفور حتى يحكي قصص شعوبٍ لم يسكتوا للظلم، يحكي الثورات و الكوارث، و ألم العطش، الموت و الحياة..،
وتعودُ إلى واقعها مع ثورة الماءِ من القدر، لكأنه يرفضُ أن يُحتوى، كأنه يريدُ أن يتّسع إلى خارج الإناء.


تسكبهُ في الفنجان، مع وريقات الشاي المنكمشة، لكأنها تتعطش للماء كي تتمد و تعطي فمها المذاق الذي سيعيدُ إليها رؤيتها و النوم!


تذيب السُكّر في الماء، تثيرُ الشاي في حلقاتِ سريعةٍ متكررة..
فتغرقُ عيناها..
تغرق في دوامة الشاي،
إنها ترى..
ترى بروقٌ و رعودٌ و دواماتٌ و غضبٌ و أمواجٌ و رياحٌ عاتية و رمالٌ و غيومٌ و ..
و ترى..
أن الأرض.. ستُعشبُ من جديد
.
.


تركت فنجان الشاي، و خلدت للنوم

يناير 11، 2010

|كرمــــــاً|

مما كان في غابر الأزمنة، من عناء السفر في الصحراء التي تصقل روح الإنسان في مقاومته لبلائها و قهره لامتدادها اللا متناهي، و من شحّ الأرض عن الجود بالماء إلا قليلاً، و من قلّة الزاد و الأصحاب، و صعوبة الانتقال.

كان هنالك رجلٌ يختصر الصحراء على قدميه، قد نفذ زاده منذ أيامٍ ثلاث فعصّب بطنه ليحبس عصافيرها عن ذكره بجوعه. في بُعدٍ ما من هذه الصحراء تُقاطع في الطريق مسيرهُ، يعيشُ رجلٌ بدويّ فقير الحال، ذا زوجة و أطفال. فبينما صاحُبنا يسير دنوّا من الرجل البدويّ و قد أعيتُه المسافة و منعت عنهُ الشمسُ الرؤية الجليّة بعدما لملمت بقايا ضوئها، قد بدا للرجل البدويّ شبحاً يتقنّعُ بالظلام ففزع له و قام لعلهُ ذئبٌ يبتغي لحماً يحشو به بطنه، لكنه بعد وهلةٍ تبيّن أنه ضيفٌ لا حول له و لا قوّة، مُرهقُ الملامح ،عاصب البطن جوعاً، فتبادر الهمّ إلى قلبه و حاول إخفاء وجهه عنه لأنه عاجزٌ عن إكرام هذا الرجل إذا نزل ضيفاً كما يجب، فلا طعامٌ يُشبع به جوع أطفاله و زوجته فكيف برجلٍ غريب.

بانت حيرته و همّه أمام أطفاله الذين لا يقدرون على حُزن والدهم، صبروا للجوع إذعاناً للقدر، و لكن.. من يطعم هذا الضيف الذي حلّ عليهم فجأة في الصحراء التي تخلو من البهائم فكيف بالليل الذي تنام فيه المخلوقات؟!!، ثم إن إكرام الضيف خُلقٌ للعرب أصيل. تقدّم الابن يطلب من والده ذبحه-كرماً-، يريدُ أن ينـزع همّ أبيه و لئلا يُحرجَ أمام ضيفه، علّ هذا الضيف يظنُّ بأنهم ذووا خيرٍ و لكن يبخلون ببعضٍ فيذمّهم ذماً لا يُحمدون عقبه فليسوا هم بلئيمي الأصل. تحيّر الأب أكثر، أيذبح ابنه و يكرم ضيفه أو يترك الضيف دون إكرام؟

توقفّ برهة، و دعا ربّه بأن لا يترك هذا الضيف دون طعام في هذا اليوم الذي لا طعام لهم فيه. فبينما هو يدعو ربّه أبصر على المدى قطيعاً من حمر الوحش عطشى تبتغي الماء، و قد تقدّم أسمنُهم للماء يروي ظمأه. تسلل البدويُّ بينها على أنه منها يريدُ ذبحها، فلّما تروّت وضع السهم في كبد القوس و أطلقه فأصابتها، فخرّت بدمّها مذبوحةً من الوريد إلى الوريد، و قد حظي بنعمٍ فتيٍّ كثير اللحم استجابة من الله لدعائه، أكرم به ضيفاً و أطفأ به جوع عياله و سدّ به فراغ البطن لزمنٍ من إقبال هذا الضيف، ذاك الذي حظي بضيافةِ رجلٍ كريم الأصل لا يمتزجُ معه اللؤم كما الماء والزيت و الذي من فرط كرمه تقدّم ابنه ليضحي بنفسه لأجله.



قصيدة الحطيئة- وطاوي ثلاث