سبتمبر 06، 2010

و انقطع!

انقطع الكهرباء صباح هذا اليوم، كُنت قبل أن ينقطع أشعر أخيراً برغبة النوم، شعور النعاس، الشعور الذي غاب عني أياما، بل أسابيع..

كنتُ أستمعُ لشيءٍ من الهدوء لمّا انقطع، و لم أبدِ أي تأثرٍ بذلك، غير أخي الذي هرع مُسرعاً ليكشف العطل، لكن عندما خرجتُ من غرفتي وجدته قد استلقى خيبة، و لم تجدِ محاولاته نفعاً في إعادة سيل الإلكترونات المشحونة إلى الأسلاك.

رأيته غارقاً في أفكاره، و لما رأني، التفت إليّ.. كأنه عاد من غمرة أفكاره المتتالية.
سألته: مالذي حدث؟
قال: يقولون سيعود بعد ساعة.

سكتّ، وعدتُ إلى غرفتي و خاطرٌ في ذهني يثرثر:
و ماذا لو انقطع، ألا ننامُ إلا بمكيّف؟ ، ألم يعش الناس قديما دون مكيف و كهرباء!
و ما حاجتي للكهرباء في مثل هذا الوقت؟ لا أريد إلا أن أنام وحسب.

فتحتُ الستار الذي يخبئُ النافذة وشرّعتُ النافذة التي تخبئ الطريق و تأملتُ الطريق الذي بدا كزهرةٍ تتفتح، الشمسُ لاتزالُ باردة و الهواء لم يدفأ بعد، و افترشت على السرير، أغمضت عينيّ، و بدأتُ أتقلّب، يميناً مرّة وشمالا..
الضوءُ الذي ينبعثُ من النافذة لا يتركني أنام، يريدني أن أنهض كما يفعلُ كلّ شيءٍ حيّ!
حتى إذا ما تعبتُّ اتقلّب و محاولة النوم نهضت.
نهضت، لأغسل قدميّ بماءٍ بارد، وكان خاطرٌ في ذهني يثرثر:
هل يوجدُ ماء؟!

استدركتُ خاطري بسرعة، فالماء لم ينقطع و إنما الكهرباء!

نزلت، و استلقيتُ على الأريكة، المكانُ هادئٌ جداً، و الأريكة باردة قليلاً، و بهدوءٍ غفوت.

الساعة 11:18

بعدُ لم أفتح عينيّ، أسمع أصوات أخوتي التي تعلو على صوت الهدوء، و أفيق و قد بات كل شيءٍ ضبابي، كأني للحلم أقرب، و أنزعج جداً و أصرخ، اسكتوا! دعوني أنام!
حتى لما هدؤوا، غفوت .. و لما علت أصواتهم مجددا أفقت!

و طفح الكيل!، عدتُ إلى غرفتي بعد نومٍ لذيذ، أزعج انسيابيته أصواتهم التي علت أثر الحرارة..
ألا يستطيعون أن يتكيّفوا؟! مثلي؟!

أسيرُ بعينان ربع مفتوحتان، أستبصر بهما الطريق، و أمنع الضوء من أن يسلب النوم منهما، و رميتُ بنفسي على السرير، متعبةٌ جداً، نعسةٌ جداً، و نصفُ نائمة.

غفوتُ قليلاً، حتى علا صوتُ المؤذن بالأذان..
اللــــــــــــــــــــــــــه أكبـــــــــــــر اللــــــــــــــــــــــــــــــه.. و إذا بالكهرباء تعود!
الكهرباء تعود!، و أسمعُ صوت أخوتي: هيييييييييييييييييييييييييييييييييييي و أتخيلهم يقفزون وأنا نصفُ نائمة!

أغلقُ النافذة، وأشغلّ المكيف!

هناك تعليقان (2):

  1. امم
    ربما لو كنت مكانك .. لبكيت

    فأكثر ما يغيظني أن ييقظني أحدهم وأنا في قمة نعاسي

    .......
    معليش تعيشي وتاكلي غيرها

    ردحذف
  2. أعيشُ في النصّ حدّ الشعور بالعين النصف مُغلقة،

    جيدٌ التكيف عزيزتي،

    لكنما..
    بعدها.. كان يؤذن ؟!

    لعلّ شيئًا كهذا يستلزم كسر رغبة النوم بحق!

    ،

    موفقين لكلّ خير، : ) !

    ردحذف

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،