يوليو 17، 2011

كُلما استسلمتُ لتعبي، جاءني الندّاء..
ووجدتُ جسدي كُله يستفيق، ويترك وراءهُ كُل شيء..


انكسار.

أيقوناتُ الغربةِ
متدليّة مِن جبيني
ضوءاً
لعتمةٍ
صرفتُ في سوادها طفولتي.

---

قلبي يتيمٌ
كنقطة عتمةٍ في الضوّء.

لماذا لا تُفاجئني
وتحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّة القهوةِ
وجهازَ التسجيل؟

لديّ صمتٌ كثير.

---

أضئني
زهرةَ عبّادِ شمس،

غيابُك
مقبرةٌ مهجورة.

يدُكَ الصّغيرةُ
جسرٌ
بين الجنّاتِ
وبيني،

عيناكَ
دربي إلى الله.

---

لمستُكَ العابرة
وحدها
تُجرّدُ وجهي
منه
ترسمُه
غروباً
في الخريف.

---

تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
وليالي الوحدةِ
في ظلِّ قمرٍ غريب.

---

وحدي أنا الغريبةُ
لا أشبهُ أحداً.


---

الريّشةُ بين أناملكَ
عصفورٌ مبتلٌ برذاذ الجنّةِ
جسرُ أطفالٍ وطيورٍ ونخيل
بين سماءين.

---

تعثّرتُ بضوئكَ
عثرتُ على ظّلي.

---

سأحملُ الطيرَ الأخضر
على كفّي
وأمضي
لعلّ
ينبتُ لي
جناحاً صغيراً.

---

للرّيح
لعصافير الليلِ اليتيمة
لنجومٍ
أطفأها المطرُ
أندّ يدي
عبرَ شبّاكي
لعلّي
أعثرُ على قمري
وألامسُ غيابَ يدِك.

---

الليلُ
لا يتّسعُ
لأرقي.


البكاءُ
 لا يتّسعُ
لدمعي.

أصدقائي
لا يتّسعون
لي.

وحدهُ الموتُ
يتّسع.



- سوزان عليوان

يوليو 15، 2011

عِندما نُعطي ونُعطي، ويجيءُ الوقتُ الذي نحتاجُ فيه..
يكسر الرّوح أن لا نجد من يعطينا حاجتنا، ولو كان قليلاً من سؤال.


يوليو 13، 2011

قدرتنا على اللاحتمال،
تؤثر سلباً في رغبة الآخرين للحديث إلينا، أو بدء الحديث حتى.

وقد تكون تجربة سيئة لبعضهم معنا، حينما تكون أول مرة رّبّما،
فتكون الأخيرة أيضاً.

وُسعنا الداخلي قابل للقراءة من الصفحة الأولى للوجه،
يُمكن من بُعد النظرة تقدير مساحته..

أولئك الذين لهم قدرة صغيرة على الاحتمال والاستماع للغير،
غير قابلين للتفاوض، غير قابلين للإنصات وفهم الآخر،
قابلين فقط للثرثرة عن الذات، وبسط آرائهم دون سماع آراء الآخرين حتى النهاية.

لا أحد يُحبّ أن يثور عليه أحد، أو يقاطعه أو يرفض سماعه!
أن ينهش من كيانهِ ورغبته، ليس ذنبه أن لا تكون مستعداً للإنصات، والتفهم، وليس ذنبه مشاكلك الجانبيّة!

فكلُ شخص لديه خلفيّة جاء أو تكون منها على أساسها يتحدث ويفهم ويفكر.

علينا تحمل أعباء اللا لطف نحو أولئك الذين نخطئ بحقهم دون ذنب منهم، دون أن تكون لديهم خلفية واضحة عنّا،
لأن كلمة صغيرة أو نظرة حادة تجرحُ وقد تحتاج كثيراً من السنوات كي تُجبر، فقط نظرة!
تنهش من الرّوح، من اللطف، وتزرعُ حاجزاً بين أرواح طيّبة لم ترد إلا الوصال.


وخاصّة في الاختلاط الاجتماعي، واجبٌ هو اللطف!
واجبٌ هو ارتداء السعادة والانشراح!


لئلا نقع في فخ العُزلة، والحواجز.

كن لطيفاً، ومتفهماً، والأكثر منشرح الرّوح.. دائماً!
وخذ كُل شيء على محمل حَسَن، مع من تعرف ومن لا تعرف، لأنك لن تعرف أين سيكون لاحقاً!




يوليو 12، 2011

لقلبي آذانٌ تسمع

يُوجعني صوتكِ،
ليس عليّ أن أفهم لِم، وجداني يُحسّ!
يًحسّ بالدمعة التي يغصّ بها قلبكِ،
وتتعرقلُ بها حبالكِ الصوتيّة..

كأني أنصتُ لنشيج الطفل الذي يعيشُ بكِ، الذي هُو أنتِ!

ترددين كل حينٍ، أريدُ أن أبكي،
إلا أني أسمعُ البكاء قبل أن تقولي ذلك..
قبل أن تشعري حتى برغبة ذلك،
يكفي قلبي ليسمع صوتكِ فيعرف!

إنّ قلبي يسمعكِ..
وصمته لا يعني أنه لا يسمعكِ


إذاً، لاداعي لقول المزيد..
إنّي أسندُ روحكِ، دائماً

لأنه يا صديقتي، يعزّ عليّ دمعكِ..

ألقٌ بعينيها

تدخلين المجال الكهرومغناطيسي،
أنتظرُ فقط شرارة البدء!

عندما تسيرين إلى وسط الُغرفة تسيرين بروحٍ عاليّة النّبض،
رُوحكِ النقيّة تتسرّب باندفاعٍ عميق إليّ فيتشبعُ منها وجودي بأكمله!

ووجهُكِ النورانيّ الذي يتوهّج بالاندهاش حين تلتفتين إليّ،
عيناكِ، عيناكِ عندما تتقاطعان مع عينيّ فتثيران الشوق الكامن في كياني،
وتتجمعُ دموعي دونما استعداد عِندما أندفعُ بوجودي لأحتضن وجودكِ..
ويكفيني عِناقُكِ الحارّ لأستعيد جانب الرّوح التي ذبل من غيابكِ!

آه، اشتقتكِ حقاً، هل تسمعين شوقي؟!
املئيني، دعيني أتزود من نظراتكِ الخاطِفة إليّ كُل حين،
ومن ابتسامتكِ التي تشحنني كلَ مرّةٍ بأشياء أعمق مني..

لا تغيبي كثيراً، قلبي أصبح بحاجةٍ إلى نبضكِ ليحيى..

المُحبّة.. زهراء
كنتُ أسألها عن هويّة مصمم الأشياء المعلّقة على الجدار،
قالت إنها فعلت ذلك، فابتسمتْ..
وأردَفَتْ: سمعتُ أن عندكِ مواهبٌ أيضاً، (وهي تضعُ يدها على كتِفي)
ابتسمتُ مجدداً بشكلٍ أعمق، وعقبّتُ عليها:
لم أكتب مُنذُ زمن، أشعر أن قدرتي التعبيرية ضعفت كثيراً،
أشعر أن قلبي لم يعد كما كان، أصبح صامتاً، حتى إليّ.

ابتسَمَتْ إليّ بعينيها الحنونتين وقالت:
لكن لابدّ أن صوتاً كامنا فيكِ لا يصمت. هُو ذا.. أنصتي إليه،
هُو صوتُ قلبكِ..