أكتوبر 10، 2011

ثلاثة مغلفاتٍ من السُّكر في كوب صغيرٍ من الكابتشينو، لم تؤثر في مرارته.
أحملُ كوبي، وأجلس على طاولةٍ شاغرة،
رشفة، رشفتان، هذه القهوّة ليست سيئة، بل هي حُلوةٌ في مرارتها، بل ليس هُنالك أي فرق، عندما تُصبحُ معظمُ الأشياء، غيرُ مهمة.
 أفتحُ كتاباً لأقرأ، الكلمات تبدو متشابكة، لا شيء واضحٌ سوى رموزٍ بالكاد تُفكّ!
كُوب قهوةٍ آخر يُطرحُ فجأة على الطاولة، ثُم يجلس رجلُ عجوز.
يضعُ حقيبتهُ على الكرسي المجاور، ويُخرجُ دفتراً وقلماً، ويبدأ بالكتابة.

يبدو منهمكاً جدّاً في التفكير والكتابة، بيد أنه كل حينٍ يرفعُ الكوب الذي يرتعش ويرشفُ رشفةً طويلة، كَأنفاسه. تشّدني يدهُ التي تكتب، يشّدني من يكون.
أحاول أن لا أنشغل بالتفكير عنه، وأن أمنع نفسي من بدء حديثٍ معه، الكبار في السن دائماً يحبّون أن يتحدثوا عن أيام شبابهم، عن مغامراتهم، والمشاكل التي واجهتهم ونجحوا بتجاوزها. لكنّ هذا العجوز، مختلفٌ، كُلما تقاطع نظري بنظره، قرأت في عينيه.. "لا تحاولي أن تجرّبي حتى!"

في كُل مرة تتقاطعُ نظراتُنا، يمطُّ ابتسامته بصعوبة، ويتجاهلني بعدها قدر ما يُمكنه.
بعدها، يرتّب أشياءه، يلملم أفكاره الأخيرة.. وينهض.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،