يوليو 10، 2015

النادي السعودي ٢

كان فريقي يتكون من سبعة أعضاء، كل شخصٌ منهم مسؤول عن جانب من جوانب النادي، المالية، الثقافية، الاجتماعية، شؤون الطالبات والرياضية.
كنا قد اجتمعنا غير مرّة قبل ترشّحنا لوضع النقاط على الحروف، ماذا نريد أن نغيّر ونفعّل. وكانت بحوزتنا الكثير من الأفكار التي كنا نتوق لرؤيتها على أرض الواقع.
حتى أننا طرحنا جدولاً مفترضاً لفصل الخريف، أي أسبوع نقوم بأي نشاط، حتى يكون هناك تتابع في كل ترم لهذه النشاطات.
أثناء الصيف، كنا نشعر بالإهانة كون الفريق السابق مازال متمسكاً بصلاحيات النادي مع عدم قيامهم بأي شيء يفيد الطلاب، وتعليقهم لنا لأننا لم نستطع حجز أي شيء لنشاطاتنا، وكنّا مكبلين في التواصل مع الملحقية بسببهم. رغم ذلك، بدأنا في العمل على دليل لمدينة كرفالس بالتعاون مع المعهد، الخطة كانت ترجمة دليل ما قبل الإقلاع الخاص بالمعهد، ثم إضافة معلوماتنا الخاصة عليه من نصائح في السكن، المواصلات، المطاعم وغيره. وكنتُ قد حدّثت معلومات موقع النادي ليشمل هذه المعلومات، ولكن بقي ترتيبها في الدليل ليكتمل للقادمين من خلف المحيط.

في بداية فصل الخريف وعند مدّ الجسور مع الملحقية الثقافية، وكان ذلك قبل أسبوعين من عيد الأضحى المبارك، قمت بملء نموذج الدعم المالي، وقبل ذلك كنتُ قد التزمتُ في الذهاب في رحلة إلى سان فرانسسكو والتي كنت شاردة الذهن فيها أبحث عن كيفية إقامة هذا الحفل الذي كنت قد يئستُ من إحيائه، وظهر لي من العدم.
تواصلت مع عدة مطاعم، وكان مندي هاوس هو ما تم ترشيحه، حجزت القاعة، اتصلت بمكتب الزينة لأعرف الأسعار، بحثت عن محلات لألعاب الأطفال، قد تبدو هذه الأمور سهلة، لكنها لم تكن كذلك، لأنها أتت بشكل مفاجئ.
بعد عودتي من رحلة سان فرانسسكو يوم السبت السابق لأول أسبوع دراسة، التقيت باثنين من فريقي لمناقشة الحفل وتفاصيله، بقية الفريق لم يعودوا من عند أهاليهم بعد، من بين سبعة أشخاص، كان لدي اثنين للعمل معهم.

أسبوعٌ فقط يفصلنا عن أول نشاط لي، ولفريقي.. عدم تواجدهم سبب لي قلقاً..
الملحقية لم ترسل لي الدعم المالي بعد. هل أنشر الإعلان؟ كيف أنشر الإعلان والدعم لم يصل؟ سبع مئة ريال من سيدفعها لو لم يصلني الشيك!
وهكذا بقينا معلقين مرة أخرى، على وترٍ حساس آخر، هل هناك حفل عيد؟ هل الإدارة الجديدة بذلك الكفء؟
يوم الأربعاء، أتممت اتصالاً لمكتب الملحقية، وأجابوني أن الشيك سيصل في الغد، استبشرت.
 وصل الشيك، اودعته بنفسي ثم انجزت باقي الحجوزات، للبالونات، لعبة الأطفال، واجتمعت مع مبنى الأم يو لمناقشة ترتيب الطاولات، أرسلت إيميلاً لطلب المتطوعين والمتطوعات، صممت الإعلان، طبعه نائبي ووزّعه وحده، قمت مع مسؤول اللجنة الثقافية بالعمل على الباوربوينت الخاص بالبرزنتيشن، في ليلة واحدة. لم أتمكن من التدرب لضيق الوقت.

اجتمعت مع الفريق يوم السبت، عرضت عليهم البرنامج، الأركان، مايجب أن يحصل وافترقنا. الحفل كان يوم الأحد، منذ الصباح الباكر كنت أشطّب البرزنتيشن، الساعة الواحدة خرجت لإحضار لعبة الأطفال "النطاطة" واكتشفت أن حجمها كبير ولن تدخل في سيارتي!
اضطررت لاستئجار شاحنة يوهول مع عمي، هو ذهب لإحضار النطاطة بينما أنا ذهبت للمرور على أحد أعضاء الفريق السابق الذي يملك بعض الحاجيات. تركها لي على باب شقته، كانت ثقيلة جداً، لحسن الحظ، كان هناك من أعرفه وساعدني عليه.
كان من المفترض أن يكون فريقي قد وصل للقاعة، وبدأ بنفخ البالونات، وتعليقها على الطاولات، لكنني وصلت قبل ساعتين من الحفل، يريدون بكل برود الذهاب لشراء خيوط بيضاء وخضراء بدلاً عن الذهبية التي اشتريتها! كنت أشتعل في داخلي، كيف يسمحون لأنفسهم بإضاعة الوقت في خيوط سخيفة!
لحسن الحظ، الأغراض التي استلمتها للتو كانت تحتوي على الخيوط..
بعدها وصل عمي، أنزل النطاطة، وبدؤوا بنشرها ونفخها، كنت أنفخ البالونات مع آخرين ذكور، وأقول بأنهم ذكور لأنهم كانوا بطيئين وغير عمليين. لكننا أنجزنا المهمة في الوقت المناسب. كانت الخطة هي أن نعود للمنزل ونلبس ثياب العيد ونعود للمكان خلال ساعة، عدت أنا، لكن فريقي لم يعد.
وقد وصل الناس والمتطوعون وليس هناك من يوجههم!
قمت بتلك المهمة، وجهت المتطوعين، ورحبت بالناس..

في حفل العيد، كانت هناك مشكلة، كان من المفترض أن تكون أول ساعة للمعايدة بين الحضور، لكن الحضور جاؤوا وجلسوا على الطاولات، هكذا فقط..
بعدها تكون هناك برزنتيشن عشر دقائق للتعريف بالعيد للأجانب، وثم العشاء.
الحضور الكرام، الذين لم يقرؤا الإعلان أبداً، ظنوا بأننا غير ملتزمين بالوقت، كوننا قمنا بإلقاء البرزنتيشن بعد ساعة من الوقت. في الحقيقة، كان خياراً غير صائب من جهتي، لم أنتبه أن الحفل سيتحول لأناس ينتظرون البرزنتيشن ووقت العشاء.
كان هناك ثغرة بالتأكيد، حفل العيد حفل للاستمتاع وتغيير الجو، وكان ما قمنا به ينقصه الجانب الترفيهي فقط، كنت أرى أن جو العيد بالناس.. لذلك لم انتبه لنقطة أن الجميع ينتظر الـ"واو" منا في حفل العيد.

المشكلة الأخرى التي واجهتنا، مندي هاوس.. أخبرني أنه بحاجة لخمسة متطوعين فقط!
وحين وصل، لم يكن معه أحدٌ غيره. احتاج نقل الأغراض والاكل وترتيبها وتقديمها إلى ما يفوق العشرة أشخاص. كان هذا الجزء الذي أحبطني الأكثر، كان واضحاً بأن هذا الرجل سيءٌ في التنسيق والتنظيم، ولنقص عدد المتطوعين، خرجت بحثاً عن أي أحد، لنستطيع تقديم الطعام على الموعد المحدد.

تم تقديم الطعام، انتهت فقرة المسابقات الارتجالية. غادر الناس.. وبقي التنظيف، لم يسجل أحد للبقاء والتنظيف بقية تلك الليلة.. بقينا قرابة الساعتين.. نوزع الأطعمة، نزيل الزينة، ننظف أوساخ الحضور الذين لم يكلفوا عناء رميها في سلة المهملات، أزيل الأحجار التي قرر أحدهم نثرها على الطاولات، لعبة الاطفال التي ليس لدي سيارة لنرجعها، الأكل الزائد عن الحاجة، يا الله..

عدت للمنزل، وكنتُ مرهقة جداً، فتحت الفيسبوك، وإذا بأحدهم يذمّ الحفل في حائط حساب النادي..
لم أخبر فريقي عنه، لم أرد لهم أن يشعروا بالإحباط بعد يومٍ مُتعب، برغم التنظيم السيء الذي كان، إلا أن صفعة كهذه لم أرد أن تؤثر على معنويات أحد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،