ديسمبر 15، 2011

-روحيَ مُتعبة، أخبرتُكَ سابقاً أنّ الغُربة تنهشُ منها بنّهم.
كان جوابه عندما سأله صديقه عبر الهاتف عن حالهِ بنبرةٍ مُبتهجة، يظنّ أنّ من يسافر خارج الوطن، مُرتاح، وسعيد، و .. بخير. لم يخطر بذهنه مرّة، أن المغتربين يعيشون في أرضٍ لا تُشبههم، وبين بشرٍ لا يفهمونهم، وفي جوٍّ مختلفٍ تماماً عمّا نشؤوا عليه.. فُرادى.

صمتَ بعدها.. مُحْرجاً، ثمّ قال:
-إنّا ندعو لكَ، أن يفرّج عنك الله، وأن يسهّل أمورك، ويُصبّرك. نحنُ نُسندُك بالدّعاء يا صديقي.

وبجملةٍ واحدة، ابتسم.. انفرج قلبُه، وارتاحت جوانُبه، وقال بنبرة معاكسةٍ للبدء:
- يا صديّق، شكراً لك، جزاك اللهُ خيّراً، أحسّ أن روحي تتنفسّ مجدداً.

كان يبتسم، لأن السّنَد، هُو كُل ما يحتاجه المغتربون، أن يشعروا بأن أحداً يحملهم، يسندُ ظهورهم بالدّعاء، يفهم احتياجهم للرّفقة، وشوقهم للأحبّة. يَسندُ بالاهتمام، يسأل عنهم، يراعي عواطفهم وأحاسيسهم المتأججة بالشوق، والوحدة، كيّ لا يحسّوا أنهم دون ظهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،