أبريل 07، 2011

مداهمة هاتفيّة




كنتُ غارقة في القرآءة واحتساء كوب كابتشينو ساخن هذا الظّهر، عندما رّن الهاتف وهتفت من دون سابق تفكير بأنه لي!

سّلمتني سماعة الهاتف وعلى وجهها علاماتُ حياء، لم أكن أحملُ أدنى شك بأنها صديقتي، وتفاجأت بصوت غريب اللّكنة يتحدّث مثل ببغاء لا تجيّد سوى الترديد: نحن مجموعة من الباحثين في جدّة نودّ طرح بعض الأسئلة عليكِ بشأن متابعة التلفزيون، ممكن؟!

ارتبكت، وأجبتها تفضلي، سألتني من أي مدينة فقلت من الشرقية ولم أحدد مدينتي خوفاً من أن تكون أحد الحاقدين و... سألتني كم تلفزيونا في البيت، وكم عدد أفراد الأسرة وأعمارُنا، وسألتني عن القنوات التي نتابعها وفترات المشاهدة وسألتني إذا ما سمعتُ عن بعض القنوات وبدأت القائمة الطويلة بالسعودية الأولى والثانية والإخبارية والمجد والمجد قرآن فجاءتني الضحكة لأنني شعرتها تقول: ( ما سمعتي عن هالقنوات أبد؟ لييه؟ هذي قنوات بلدك ودينك لازم تتابعينها أكثر من فتافيت والجزيرة للأطفال وأم بي سي ماكس!، تعوذي واتقي الله يا بنت!)، ثم سألتني عن المدة التي أتابع فيها التلفاز وكم مرة في الأسبوع، وما إذا كانت لدينا قنوات مشفّرة، ومادخل الوالد وماعمله.


جديدٌ عليّ أمرٌ كهذا، سرّني لوجود فئة مهتمّة بهذا الشأن ولكنّ أسلوبها كان جافاً واتصالُها مُريب، ذهبت أفكاري بعيداً في البداية لتصل إلى أنها تتّصل من استخب...ت اسرا...ية تبحث في العائلات العربية وتسأل عن القنوات التي نتابعها حتى يزيدون من البرامج الفاسدة التي تعبث بأذهننا وكي تشوّش على قنواتنا الدينية التي ترددت في ذكرها لها، وخاصّة أنها تعرف رقم بيتنا وسألتني عن عددنا وأعمارنا!

كانت يدي ترتجف ارتباكاً وهي تسألني، لكنني حاولت قدر ما أستطيع أن أبعد هذه الأفكار التي روادتني وهي تتحدّث إلي بسرعة فائقة وجفاف، والتركيز على كلامها والكفّ عن إعطاء إجابات خاطئة نتيجة لشرودي!

في النهاية شكرتني، وارتبكت حتى في قول عفواً، وأغلقت سماعة الهاتف وأنا ألتقط أنفاسي وأحاول تذكر ما كنتُ أفعل قبل أن تتصل!


هناك 3 تعليقات:

  1. جعلتني ابتسم
    لا احب هذه المداهمات الهاتفية فهي مربكة وأحيانا ثقيلة

    CU

    ردحذف
  2. صحيح، كدتُ أن أغلق الهاتف في وجهها لكنني تعوذت من الشيطان الرجيم!
    أقول لنفسي: عيب يسكروا التلفون في وجه الناس!

    ردحذف
  3. جميل ما كتبتي ^_^
    لو كنت مكانكِ لكان الأمر مختلف على ما اعتقد هو إحدى الأمرين
    إما ان أكون في مزاج جيد / فيا ويلها / في هذه الوقت لا أنتركها وسأقلب الآية إلى مداهمة مني وليست منها
    إما ان كان المزاج عكر / فمدة المكالمة لن تتجاوز الثواني
    اعتقد ان الاجوبة لن تكون بتردد القنوات
    بل www. com في هذا الوقت ^_^

    ردحذف

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،