فبراير 03، 2015

مدينةٌ بلا نظام باصات هي مدينةٌ متفكّكة، مدينة بلا شرايين. 
عندما أركب الباص الذي يأتي في نقطة وقفٍ في وقت محدد من كل ساعة من كل يوم، والذي لا أكلف عناء طلبه، ألتقي بمعظم طبقات المجتمع. 
الطلاب مثلي، والأمهات مثلهنّ، والعاملون والكبار في السن والصغار جداً. كلهم ألتقيهم في الباص. رغم الوقت الذي يأكله في قطع المسافة للجامعة مقارنة بالسيارة، إلا أنه يوفر فرصاً عديدة للراكبين في تطوير ذاتهم. 
يمكنني في الباص أن أقرأ، ويمكنني أن أستمع، ويمكنني أن أتأمل الطريق، يمكنني أن أكتب وأذاكر وأتعرف على الآخرين، يمكنني أن أخذ نفساً عميقا قبل نقطة الوقف الآتية. 
بعكس تجربة السيارة، فإن السائق يقضي وقته في الانتباه للطريق، وحيداً عادة في قطع المسافة ولو كانت قصيرة، ويفوّت الوقت الذي يمكن أن يقضيه مع الآخرين كعادة استخدام الباص في المدينة. 
لذلك مدينةٌ بلا نظام باصات مدينةٌ متفككة، بدون شيءٍ بسيط يمكن أن يجمعها في مكان واحد كالباص. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق لي ما يدور في ذهنك مهما كان،